الجمال .. هو كنز لا تصنعه المنمقات الخارجية ولا الأقنعة الفضية و لا الأحجار البراقة ... جوهر ذهبي يولد من الداخل، مثله مثل الحقيقة... هو رفيق الروح... يسير في مدار منحني، يتكلم بصمت، و يشع نورا لا يفهمه سوى القلب... بهي بهاء البساطة، دافئ دفء النشوة، هو رؤيا الابدية... والنسمات التي تنعش قلوبنا حين تثقلها أعباء الدنيا. ..هو إيمائة هادئة في وقت الحاجة تبث الحياة في كل القلوب التواقة لها.
الطفولة.. هي أن تعكس أرواحنا ألق النجوم. هي الإيمان بالحب، الإيمان بالجمال، والإيمان بالإيمان. هي أن نحول ثمرات القرع العملاقة إلى عربات مريحة .. أن نحول الفئران الى أحصنة .. أن نحول الدناءة إلى رفعة .. وأن نحول اللاشيء الى كل شيء. هي أن يحمل كل منا عربته الساحره بين جنبات روحه، ليخلق المعجزات بسحرها كل يوم.
الأحلام .. هي يقظة الروح. هي إطلاق العنان للعقل والنفس للإبحار في رحلة الأمل. ان تحلم يعني أن تبني القلاع من الغمام .. أن تبني الحقائق من الأماني .. أن تعطي لكلمة الإيمان معنى..
أن تحلم يعني أن تسمع صوت الموسيقى في صمت الافكار... وأن ترقص روحك على انغام الكمنجات او قرع الطبول...
ان تحلم يعني ان تنزع عنك الخوف من كل الحدود .. أن تلغي معرفتك بالشك و الظن .. و أن تلقى كل يوم من أيامك كلقائك بمغامرة سحرية جديدة...
أن تحلم يعني أن تتذوق طعم السحر.. أن تفهم معنى النشوة .. و أن لا تخشى الثقة بحكمة قلبك. أن تحلم .. يعني أن ترنو بعيدا بعيدا وراء ما يخفيه عنك الأفق .. و أن تعرف أنك تمتلك القدرة على فعل ما تشاء.
الناس .. بعضهم يدخلون حياتنا بسرعة و يغادرونها بنفس السرعه دون ان يتركوا أثرا فيها ... وبعضهم يثير في ارواحنا شغف الرقص، ويوقظ في اذهاننا فهم جديدا للحياة بهمسات حكمتهم العابرة. اما البعض الآخر فيجعل السماء اكثر بهاء في اعيننا. يدخلون حياتنا ليبقو بها ويحفرون اثارهم في قلوبنا، وبعدها لا نعود أبدا كما كنا قبل اللقاء بهم .
الصداقة .. هي احتفالية الروح التي تمنحك الإذن للضحك حين تكون بأمس الحاجة له. هي ما يرفع عنك عبء اللحظات العادية، ويملاء روحك بالعرفان ويستفز فيك العقل. هي ما يسمع الكلمات التي لا يمكننا قولها وما يدثرنا بالدفء والفهم. هي أثمن هبة تتمجد في أغاني أحلامنا و تخلق فيها التناغم الذي يساعدنا على أن نتذكر دوما ذواتنا الحقيقية... أن نتذكر من نحن...
منقول