يسرني , أيها السيدات والسادة , أن ألتقي في هذه الليلة الفنية الساهرة , بفنانة خنذيذة , أضاءت سماء الإبداع بفنها وإبداعها ومهاراتها التكتيكية .
إنها فنانة شاملة ترقص , تغني , تمثل, تقرض الشعر, تكتب المذكرات(ما شاء الله عليها , مثل الفخار الصيني من أي جهة نقرته, يرن و يحن)
إنها الفنانة (فضيحة المشهورة) الملقبة بزوزو فاتنة المقاهي والميكروباصات.. ( المذيع متحدثاً بلهفة مصطنعة , يحاول أن يرسم على وجهه بلاهة مستعارة)
الجمهور:(تصفيق حاد , صفير . و صوت طلقات نارية و زغاريد و موسيقى وطنية)
- بص شوف زوزو بتعمل ايه.
الفنانة: (ضحكة رقيعة مصطنعة و قد دغمت وجهها بكافة مكياجات السوق من أحمر و أصفر و كموني, ولبست النزر القليل من الثياب الذي لا يكفي لستر فأر)
- والله أخجلتم تواضعي يا أستاذ , لكن هناك الكثير من المواهب لم تذكرها يا سيدي؟!!
المذيع: نحن الآن على الهواء و نخشى من الرقابة.
الفنانة: الرقابة ! قاتلة المواهب و الإبداع,بعث الله عليهم حمى قاتلة.
المذيع: سيدتي: يا قمة الفن و الجمال و العطاء , هات حدثينا عن نفسك قليلاً.
الفنانة: سأحدثكم عن معاناتي في هذه الحياة, ومن يريد تفاصيلاً أكثر, فإن كتابي العظيم( مذكرات مقهورة) ,
وهو الآن تحت الطبع ,و سيرى النور عما قريب , فيه أتكلم عن تجربتي الحياتية, و عن الدروس التي استخلصتها من سنين العمر.
المذيع: من يسمعك يظن أن عمرك تجاوز الخمسين( هامساً بسره و الله فوق الستين حتماً)
الفنانة: لا لا ,أنا تزوجت في سن صغيرة جداً , و كنت حينها في سن العاشرة, لذلك فقد بدأت مسيرتي الفنية و تجاربي الحياتية مبكراً.
المذيع: يقولون أن الإنسان عندما يكبر, يجب أن يتقاعد .هل فكرت فنانتنا الفاتنة بالتقاعد؟.
(الجمهور يصفر مستنكراً اووووووو)
الفنانة: أظنك سمعت الإجابة من جمهوري الحبيب (ترسل لهم قبلة هوائية مع غمزة)..
(تصفيق حاد وهرج ومرج, وصوت تدافع و مشاجرة بين الجماهير, كل يريد أن يظفر بالقبلة, أما الغمزة فقد استحوذ عليها رجل من رجال الأمن , يجلس في الصف الأول , ولم يستطع أحد منافسته عليها)
تتابع الفنانة: التقاعد يعني لي الموت, وآخر رقصة ... عفواً أقصد آخر عمل فني سأعمله , و الروح تصعد مني..
(تصفيق و هتافات وطنية, وتكبير)..
المذيع في سره:( ذيل الكل... لا ينعدل, ولو وضعته في ألف قالب) : يعيب عليك البعض أنك امرأة مزواجة ,و قد تزوجت حوالي العشرين مرة.
الفنانة: هذا غير صحيح, و إشاعات مغرضة, أنا تزوجت عشر مرات فقط.
الجمهور: واو واو وبصوت واحد: هنيئاً لهم...
الفنانة: مرسي كتير يا شباب و يا صبايا...
المذيع: و ما السبب في تعدد الأزواج برأيك؟
الفنانة: إنه طبع الرجل المتسلط ,الذي دائماً يريد الهيمنة على شخصية المرأة و نجاحها.
(أصوات نسائية من الجماهير تصفق و تهلل, و الأصوات الذكورية أطلقتها صرخة مكتومة)
المذيع: انطلقت إلى عالم الفن من خلال المقاهي الليلية الرخيصة, و الأعراس الشعبية, و الحانات,كيف أثرت هذه الأمكنة على مسيرتك الفنية.
الفنانة: لقد صقلت هذه التجربة الجميلة, تجربتي الثرة و علمتني الكثير.
المذيع:(وملأت جيوبك)
الفنانة: عفواً
المذيع: لا شيء, كنت أسعل. هه هه.
المذيع يصيح فرحاً وقد وضع يده على أذنه: وصلنا إتصال من الفنانة الشهيرة ميمي الوزة . الو, الو سيدة ميمي.
(صوت أجش نائم): الو حياتي, كيفك يا عمري؟؟
الفنانة: أهلا ميمي, روحي.
المتصلة : أنا أحببت أن أقول للمشاهدين, إنكم تشاهدون فنانة و إنسانة عظيمة, استطاعت بكفاح و عرق,وإصرار , ووقاحة , أقصد بجرأة, أن تمهد لنا الدرب وتضع أجمل اللمسات في حياتنا الليلية ,أقصد الفنية..
تصفيق حاد من الجماهير , مع إطلاق نار وزغاريد..
المذيع: شكراً فنانتنا الكبيرة ميمي الوزة, على هذه المداخلة الناعسة , أقصد الهادفة.
يتابع:
-قبل أن نتابع سيداتي وسادتي ما تبقى لنا من سهرة اليوم, ونختتم الجزء الأول من حلقتنا, يشرفنا أن تقدم لنا الفنانة الكبيرة زوزو, رقصة. أقصد فقرة فنية, من تأليفها و تلحينها و إخراجها و ديكورها و.....
(تقوم الفنانة, بدون سابق إنذار , لتتمايل بحركات إيحائية رخيصة ,و إبراز واضح لمفاتن بالية ,و سط صراخ و إعجاب الجماهير وعواء المخرج, وقلق باد على رجل الأمن)
بينما يتناول المذيع مسدساً من جيبه و يطلق النار على رأسه و سط تصفيق الحاضرين, والحلقة الثانية مازالت على الهواء , بعد فاصل جنائزي لدفن المذيع , وإنهاء رجل الأمن لتقريره.