|
يَا نَاعِيًا وَلهًا(1) لَمْ تَدْرِ مَنْ وَلَهُ |
وَلَمْ تُحِطْ خُبُرًا مِثْلُ الأُلَى وَلَهُوا |
نَعَيْتَ شَاعِرَةً للهِ مَا نَظَمَتْ |
مَنِ لُؤْلُؤٍ نَضِدٍ مَا لا مَثِيلَ لَهُ |
لَهَا مِنَ الشِّعْرِ وِجْدَانٌ وَقَافِيَةٌ |
مَا أَصْدَقَ الشِّعْرَ تُزْجِيهِ وَأَجْمَلَهُ |
فَاقَتْ بِهِ مِنْ عُصُورِ الشِّعْرِ آخِرَهُ |
وَلا أُغَالِي إِذَا مَا قُلْتُ أَوَّلَهُ |
قَالَتْ وَحَسْبُكَ إِنْ قَالَتْ قَصِيدَتَهَا |
أَنَّ العُقُولَ بِهَا يَنْتَابُهَا التَلَهُ(2) |
(أَنْتُمْ مَعِي فِي تَفَاصِيلِ النَّهَارِ وَإِنْ |
تَثَاءَبَ الضَّوْءُ)(3)قَلْ مَا أَسْرَجَتْ وَلَهُ! |
وَاللهِ لَمَّا أَجِدْ وَجْدًا وَعَاطِفَةً |
كَمَا تَقَدَّمَ يَسْبِي مَنْ تَأَمَّلَهُ |
وَلا الحُرُوفَ إِمَاءً رَهْنَ سَيِّدِهَا |
وَلا المَشَاعِرَ جُنْدًا رَبُّهَا الدَّلَهُ(4) |
أَمَدَّتْ الشِّعْرَ نَهْرًا مِنْ عَوَاطِفِهَا |
وَمِنْ بِلاغَتِهَا سِحْرًا تَخَلَّلَهُ |
وَصَوَّرَتْ بِبَدِيعِ الحَرْفِ خَاطِرَهَا |
مِنَ البَيَانِ لِذِي ذَوْقٍ فَأَذْهَلَهُ |
كَأَنَّمَا خَاطَ وَهْجُ الشعْرِ مِنْ أَلَقٍ |
أَجْفَانَ نَاظِرِهِ إِذْ فِيهِ أَرْسَلَهُ(5) |
مُبَيَّنٌ بِيتُهَا مَعْنًى وَمُؤْتَلِفٌ |
لَفْظًا هَدَتْهُ إِليهِ حَيْثُ ذَلَّلَهُ |
جَادَتْ بِمَا قَلَّ لِكِنْ دَلَّ مُؤْتَلِقًا |
عَلَى كَثِيرٍ بَدِيعُ السَبْكِ جَلَّلَهُ |
لَولا قَضَاءٌ مِنَ الرَحَمنِ أَجَّلَهَا |
لَحَصَّلَ الشِّعْرُ مَا قَدْ كَانَ أَمَّلَهُ |
وَكُلُّنَا سَالِكٌ لِلمَوْتِ مَسْلَكَهُ |
مَا لِامْرِئٍ غَيْرُ مَا العلامُ أَجَّلَهُ |
رُحْمَاكَ رُحْمَاكَ يَا رَبَّ العِبَادِ بِهَا |
فِي قَبْرِهَا وَسِّعْ اللَّهُمَّ مُدْخَلَهُ |
وَجَازِهَا رَبِّ إِحْسَانًا وَمَغْفِرَةً |
مَا أَجْمَلَ العَفْوَ عَنْ ذَنْبٍ وَأَثْقَلَهُ |
وَاجْعَلْ لَنَا وَلَهَا الرِّضْوَانَ عَاقِبَةً |
بِرَحْمةٍ مِنْكَ يَا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ |