رِفْقاً بِنَفْسِكَ، ها أنا دَوْماً مَعَكْ
تَبْكِي، فَأُسْرِعُ كَيْ أُكَفْكِفَ أَدْمُعَكْ
مَنْ ذَا سِوَايَ مَتَى حَزِنْتَ وَجَدْتَهُ
كَالطِّفْلِ يَسْألُ: ما الذي قَدْ أَوْجَعَكْ؟
خبَّأتُ في عينيكَ رُوحي، أزْهَرَتْ
لِبْلابَةً، غَطَّتْ بِخَوفٍ أضْلُعَكْ
لمَّا تَدَلَّتْ قلتَ: يا هذا الذي
بالخوفِ طَمْأَنَ رَجْفَتِي.. ما أرْوَعَكْ
يا كُلَّ عُمْرِي، إنَّ نِصْفَ خسارتي
أنْ لا أراكَ معي، وأنْ لا أسمعكْ
والنصفُ أنْ تمضي وتتركَني هنا
وحدي مُضاعاً.. لا أغادِرُ مَوْضِعَكْ
يا نُورَ قلبي، لَوْ أضَعْتُكَ.. أيَّمَا
دَرْبٍ يَقُودُ إليكَ حتى أُرْجِعَكْ؟
ما إنْ يَهِيمَ الليْلُ بي مُسْتَوْحِشاً
حتى يُضَاءَ بكَ الحنينُ فأرْفَعَكْ
سبحان من سواك غصنا مورقا
بالضوء، من شق الجمال فأبدعك
واختارَ أنْ يُلقي عليكَ مَحَبَّةً
في الناسِ أوْدَعَهَا، وصِدْقُكَ أوْدَعَكْ
مُتَفَرِّقٌ بَيْنَ القُلُوبِ، ودُونَهَا
قلبي يُحَاوِلُ جَاهِداً أنْ يَجْمَعَكْ
أوْسَعْتَنِي شَغَفَ المكانِ بأَهْلِهِ
فَصَرَخْتُ "يا قلبي الذي..." مَنْ أَوْسَعَكْ؟
يومَ الوَدَاعِ، وَإِذْ بِصَوْتِكَ مَا لَهُ
صَوْتٌ، وإذْ بالبَوْحِ ضَاعَ وَضَيَّعَكْ
أقنعتَني أنَّ الرحيلَ نُبُوءَةٌ
صَدَّقْتُهَا فَزِعاً، وَصَمْتِيَ أفْزَعَكْ
زَعْزَعْتَ رُوحِي بالفِراقِ، فهل تُرى
نَذْرِي هُوَ الحُزْنُ الذي ما زَعْزَعَكْ؟
وارَيْتُنِي بالصَّبْرِ يَقْطُرُ مِنْ دَمِي
دَمْعٌ يُكَابِرُ رَافِضاً أنْ يُفْجِعَكْ
هذي أصَابِعُكَ الَّتِي كَمْ مَرَّةٍ
بَلَّلْتُهَا بِالدَّمْعِ لَمَّا وَدَّعَكْ
جرَّحْتَنِي.. وأنا الذي – مِنْ رِقَّةٍ –
أُدْمى إذا جَرَّحْتَ يوماً أُصْبُعَكْ
عُدْ لي قليلا بَعْدُ، قَدْ أَفْضَيْتَ لي
بالسِّرِّ يَوماً... عُدْ إِلَيَّ لِأُطْلِعَكْ
ضَاقَتْ عَلَيَّ وَقَدْ هَمَمْتُ مُغَادِراً
أَحْتَارُ شَوْقاً.. كَيْفَ لِي أنْ أَمْنَعَكْ؟
مستسلمَ الخُطُوَاتِ سِرْتُ مُوَلَّهاً
والشوقُ لاسْمِكَ شَدَّنِي كَيْ أتْبَعَكْ
لا تَخْشَ شَيْئاً.. هَا أنا دَوْماً مَعَكْ
...
أبدعت في تلك القصيدة شاعرا
ما أروعك ما أروعك ما أروعك
أحسنت الصنعة والوصف
أستمتع كثيرا بمثل أشعارك
مزيدا من الإبداع أخي خالد
دمت بسعادة