أعيد هنا
نشر تخميس شعراء الواحة
لقصيدة الشاعر رياض شلال المحمدي
يا قِبْلَةَ الشِّعْرِ صَلَّتْ قُبْلَةُ المَطَرِ=على مُحيَّاكِ يا مَعْسولَةَ الثَّمَرِ
إنِّي الشَّرِيدُ فَكونِي نَجْمَةَ السَّفَرِ=أهوى سناها، وأرجو طيّبَ الأثرِ
كلاهما في الهوى زادٌ لمعتبرِ
لَهَا سَأُهدي خُيولَ الحرفِ مُسْرَجَةً = بِحُمْرَةِ الشَّفَقِ القاني مًضَرّجَةً
في بَحْرِ رَوْعَتِها أضحَيْتُ بارِجَةً = رَسَمْتُ أحلامَها المُثلى مُؤرّجَةً
قلادةً من جُمانِ الذّوْقِ والعِبَرِ
صَحْرَاءَ غُرْبَتِهِمْ فِي وَجْدِهِمْ عَبَرُوا = سَعْيًا لِغَيْمَاتِ صِدْقٍ وَدْقَهَا انتَظَرُوا
فَي رَوْضَةِ الحُبِّ يَشدُو بِالرِّضّى المّطّرُ = طُوبَى لِمَنْ حَضَرُوا، مَرْحَى لِمَنْ شَعَرُوا
فِـي الـوُدِّ مـَا ذَكَـرُوا إلّا حِمَـى العُـمَـرِيْ
تَسّاقَطُ الدّررُ مِنْ كَفِّ قاصِدِها = تَبْتَلُّ بالعطرِ مِنْ مَجْرى مَواردِها
ها أنتَ تَقتاتُ مجدًا مِن موائدِها = فاسكبْ شذاك على مرأى خرائدها
قـبّـلْ رفارفها في أجملِ الصورِ
راياتها سَمقَت للجَوْرِ ما سَجدَت = مِنْ دِنَها حِكَمٌ للخَلْقِ قَدْ سَكَبَتْ
منْ سَيلِ رَوْعَتِها أرواحُنا رَوِيَت = مرابع الفكر فيها أينعت وزهت
كأنّها اقتبـسـت وحيًا من القمرِ
كنّا على طرق للذلّ في سفه = لا حسم لا حزم ما منّا بمنتبه
إلّا ومتّهم بالوهم في بله =والآن عـدنــا، أمـــن بُـغـيـا لــــذي دلــــهٍ
يـفــتّ مـــن عَـضُــد الأنّـــات والـكــدر؟
عـدْنـا تَجِيشُ بنـا الـرّؤيــا وتشتجـــرٌ = ولامعــات بـروق الوصــل تـنـتشـــر
فـإن تـنــاءت بـنــا في خطـوها الغـير = عـدْنـا ولـيـلُ الــرّؤى يــا صــاح معتـكـرٌ
والذّكـريـات رمـاهـا البـيـن فــي الـسّـحَـرِ
نَــوَى اشْتِيَـــاقِكَ عــقـيــانٌ مُــرَصَّــعَةٌ = والنَّفْــسُ سُـكْـرًا بمــا تَـهْـوَى مُجَـــرَّعَـةٌ
وحـظُّهــــا الـدَّهْـــرَ أثـمــــالٌ مُـرَقَّـعَـــــةٌ = مــــاذا جـنــيــتُ؟ مـســرّاتــي مـقـطّـعــة
مـــا كـــان يسـعـفـهـا نــــايٌ بــــلا وتــــرِ
في الغصن بثّت لنا الأحزان شادية = حزني تفاقم والآلام سارية
صَمْتي تَهافَتَ والآهات أحجية= حتى رحلت تواسي الروح قافية
جادت بغيث همى من بارق الفكر
من للبواكي ومن ينسي نوائحنا=هلّا سقينا كؤوس الذلّ جائحنا
كنّا غثاء ودلّ الوهنُ قارحنا=الآن عدنا فلا تهجرْ روائحنا
فهل ترى ما أرى لحنًا بلا وترِ؟
أحلامُنا مِزَقٌ بالوَهْمِ مُتْرَعَةٌ = نَذرو وُعودَ غَدٍ والعمرُ مضيعةٌ
هلْ للزّمانِ رَحًى للبَيْنِ جارِشَةٌ = أمْ للغياهِبِ تأريخٌ مضمّخةٌ
دروبهُ بنشيجِ الباقلِ الأشرِ
كانت أصالتُنا سِتْرًا لِغُرْبَتِنا = حيكَتْ عَلى مَهَلٍ من صوفِ عزّتنا
حتّى إذا بَعُدَتْ عَنّا مرافِئُنا = ستَذْكُرِ الرّيحُ والبَيْداءُ رؤيتَنا
ويستَحيلُ هَباءً كلّ ذي ظفرِ
هُمْ رَبْعُ بَهْرَجَةٍ عُفْنا مَحافِلَهُمْ = أوحالُ فِتْنَتِهِمْ تَكْسو مَحاقِلَهُمْ
حَتّى وَلَوْ طَمَسُوا دَهْرًا بَواطِلَهِمْ = ستحرِقُ الزّفرةُ الحرّى مَعاقِلَهُم
وَكُلّ كَهفٍ بَناهُ بائعُ البقرِ
كلُّ الشموسِ تدلَّتْ في منابرِنا = لترشِفَ النورَ شعرًا من محابرِنا
من بعد طولِ النوى قلنا لهاجرنا = الآنَ عدنا أريجًا من محاجرنا
دعاءُ منتحبٍ من دمعهِ العطرِ
نَحتاجُها دِيَمًا تَدنو لِتُمْطِرَنا = في وَدْقِها أدَبٌ يَروي مَشاعِرَنا
ها نَحْنُ في وَلَهٍ للحَرْفِ أسْكَرَنا = نَزُفُّ للواحَةِ الفُضلى عَواطِرَنا
في يَوْمِ أنْ أغْرَقَتْ نُعماؤُها وَطَري
طاب الفؤاد وغنّت فيّ موهبة ... من سالف المجد فيها الود مرتبة
وناغمتني بوصف العزّ قافية ... في يوم أن أبصرت بالنّور كوكبة
تاقت إلى نهضةٍ تسمو مدى العُصِرِ
في إثرها أعيت النبلاء أنفسهم=وقد تباهوا بها والبشر يحفزهم
زند المفاخر مبداهم وآخرهم = هم معشر الأدباء الصّيد تعرفهم
منابر الزّهو والعرفــــان والنّظرِ
عناية الواهب النعمى تباركهم = وكل سابغة حسنى تشاركهم
في معمعات ربى الفصحى معاركهم = هم معشرٌ شعشعت فينا مداركهم
تزينُ أخلاقَهم أشواقُ مفتقرِ
سمو علواً ببنت الضاد إذ ربحت = والواحة اصطبغت بالزهو واتشحت
عباقر الفكر فيها بالرؤى سبحت= للمجد للفجر للإبداع ما انشرحت
صدورهم لزمانٍ سالفٍ عطِرِ
تلفى محاسن بنت الضاد ناقصةً= إن لم تباري إلى العلياء شاخصةً
تنداح ترفل دون الشعر راقصةً= مباركٌ يا شباب الروح، خالصةً
جهودكم، أدهشت لُبّي مع البصرِ
نَـقـَيْلُ نَحْفـَلُ بِالسَّاعَاتِ نَمْكُثُهَا = بِالشِّعْرِ كالسِّحْرِ فِي الأسْمَاع نـَنَفُثُها
مَشَاعِلُ الأَدَبِ الرَّقْرَاقِ نُوْرَثُهَا = مباركٌ من سويدا القلبِ نبعثها
من بعد عِقدٍ سخيٍّ وادعٍ نضِرِ
وبعد هذا صببْتُ الشكرَ معرفةً = لكلّ مَن جاد بالتخميسِ مكرمةً
لهم ودادي ، وأدعو اللهَ مغفرةً = هذا بياني ، فإن قصّرتُ معذرةً
وإن وفيت فهذا منتهى ظفري