موسم فاكهة
عندما حرقني لهيب الشك بجمره المتوهج..
أرسلت لها رسالة مضمخة بعطر المحبة. هى صديقتي فى ذات غربة، كان ردها باردا قصيرا على غير العادة، خاليا من أخبارها( أنا بخير)...هذا الانصراف زاد من شك فى حبيبي الذى أوصد منافذ اللقاء فى وجهي، واغلق جميع أبوابه..كنت أراقب عن كثب مايجرى بينهما غير واثقة.
هو مزاجي متضخم الأنا، يختار فاكهته، من بستان الأسافير، ويرعاها بهدوء وصبر، حتى تنضج وتسقط بمفردها...هي كشبق الجروف البكر متعطشة للقطف سقطت قبل أوانها..تلمظها، ومازال يتقيأ كلماته التي يحفظها عن ظهر قلب هى مِعول قطفه.
أنا انتظرك ياصديقتي عند ذات المثلث البرمودي، الذى يختفى فيه بعيدا، عندما ينتهى موسمك ويذهب لبستان آخر ليختار فاكهته..
صديقتي.. ستتذوقين كأس العذاب فى غيابه..ستهدرين زمنا فى البحث عنه... ورسالتك المقتضبة هذه ستفيض صراخا وضجيجا:
ـ أينه لم يرد رسائلي ؟ أينه اغلق هاتفه ؟ اينه الغى صفحته؟.
عندما عرفتك به كنت أخشى عليك منه، فاستعجلتي لفظي من طريقك، وأنت هائمة فى عوالمه السحرية.
ستبكى حرقة مثلي لقد أحببته ..لقد أعطيته ذوب قلبي،لقد أوقدت له الحلم شموع اصطحب الظلام واختفى..
ساعتها سأبلغك التعازي الحارة فيه، لن تريه مرة أخرى لن تسمعي عشقه وجنونه وحبه وهيامه..كلها أكاذيب.. ولت ولن تعود ولن يعود إليك.
أنا انتظرك عند منحنى الغياب..والعين الواحدة لاترى مثل الأثنتين، ستبكى الحصاد المر وتدفنين اشتياقك له لوعة وضجر.
هو فى صفحته الناصعة الجديدة ينتظر فاكهة أخرى لتسقط.