العشقُ صارَ
نَقْداً!
أحسِبُ الوصلَ بالعيونِ عهداً
هل تفي العينُ بالمصابِ وعــــداً
***
إنَّ قلبي منَ الفراقِ صبٌ
حينَ أخلفتِ بالجوارِ بُعــــداً
***
أيقــظَ الهــمُّ داهماً وِسـادي
منْ عُيوني المُقارفاتِ سُهــــدا
***
تحسبي إليكِ انسكابَ دَمعي
واحتراقي الأشواقَ منكِ بـَـــرداً
***
إسعفيني بالوصلِ منك قُربًا
ربَّ قلبٍ أقامَ فيَّ لدا
***
إنّ آلامي المارقاتِ منِّي
أوشكتْ تنخر الجِبالَ هــدّا
***
ما كفاني من اصطبار ِجِسْمي
في نحولٍ والهزلُ حالَ جَـــدّا
***
فانقلابُ الفـؤادِ في ظلومٍ
كانقلابِ المشيبِ لا سُبُـــدّا
***
أتعبَ الليلُ بالسُّــهادِ عَيْــناً
تطردُ النــومَ بالجفاءِ طـَـرداً
***
يطلب الوِتــْر ساعيًا لحــربٍ
يقتفي الجسمَ للفــنـــاءِ وِردا
***
وصلُ عينيكِ راتــقٌ فُؤاداً
كانَ للجُرحِ شافيا مُـــئـِـدّا
***
كادَ يبري الهوى سنانَ عمري
علّ أيامي اللاقياتِ سَـعـدا
***
عذَّبتني ما شاءتِ الليالي
إن ّفي تصريفِ اللَّيالِ جَهــدا
***
في الهوى أقسمتِ نصونُ قَبلا
عهدنا ثم تُخلفينَ بَعــدا
***
يوم أنْ كان الحبُّ طفلَ شوقٍ
ينهلُ الشوقَ حالمًا ونَهْــدا
***
أن أتى خاطِبَ الرضى لديكِ
فاستقى منْ جَنى اللقاءِ شَهْــدا
***
وارتقى سُلمًا إلى الأماني
يبتني السَّعدَ في الفضاءِ مَهـــــدا
***
كم قـصورا أغنـت لُهًى لدَيـْـنا
كم نَشيدًا منَ الغِناءِ يَصــدى
***
في بهاءٍ من الضّياءِ صيفٍ
يشعلُ الدنيـا بالجـمالِ وَقْـدا
***
من طيورٍ مستصدراتِ لحنٍ
هز غصنَ الأيكِ فماسَ قَـدّا
***
تخفق الريــح من صَبًاو عِـطْرٍ
ولفيفٌ من الورودِ بُــرْدا
***
أَنْ نَدى الصبحُ سابحًا بفجرٍ
يُطفئُ النَّارَ بالشِّـفاهِ بَـردا
***
لعيونٍ وقفنَ بابَ قــلبي
رُحنَ ساحِراتٍ وجِئْنَ شُـرْدا
***
ورموش ٍتفوقتْ سِهامًا
وسيوفٍ إلى النِّزالِ جُـرْدا
***
تقبل الظـِّـباءُ على غـديرٍ
ناعماتٍ مستسلماتِ صَيْـدا
***
أظباء ذي إنْ أجلنَ طرفاً
وانتفضنَ إذا نفرنَ أُسْـدا
***
وعيونُ الحُؤورِ حبُّ لـَـوْزٍ
قُلـْـنَ حُسْناً غيرَ الكلامِ قَصدا
***
منْ جُفونٍ إذا نَسقنَ هُدْبا
مُسْبِلاتٍ مُستسرقاتِ رَقـدا
***
والخدودُ الحمرُ شربنَ خَمراً
منْ كُرومِ الحسنِ قَطَـفْنَ وَرْداً
***
والشفاه اللُّمْيُ بطعمِ توتٍ
أو ثمـارُ الخـُلدِ نشرنَ نـَدّا
***
قَصَّرَ البدرُ عن وجوهِ حُسْنِِ ٍ
كبروقِ السَّماءِ هِجْنَ رَعْــدا
***
اذكري ما مضى عهودَ تَتْرى
تورقُ الشَّوْكَ في القفارِ رَنـْـدا
***
وقفيني أستمـطر الأمـاني
لتُغَنِّيَ الأحزان ُفيَّ غُـــرْدا
***
نطلقُ الشوقَ من حبيسِ وجْدٍ
لغدٍ من أيــامنا تبدّى
***
فإذا العمرُ مقبلٌ علينا
فسقانا كأساً له مــُعدّا
***
يخطفُ اللَّحظَ منْ يديْ شَفيقٍ
وبخيلُ الأيامِ كيفَ يَجْـدى
***
كيفَ كنا نسابقُ الأماني
مستحيلاتٍ للعيانِ تُبدى
***
فقطفنا النَّجمَ منْ أدانِ سَقف ٍ
و الهناءَ فلا نخافُ فَقْـدا
***
لشفاهٍ تعودُ في شفاهٍ
في فمٍ أن تروقَ فيه عقدا
***
ولحاظُ العيونِ إذْ تجلّت
كسيوفٍ في الحربِ أَ قلنَ غِمْدا
***
إن تصافَحْنا عن فراقِ يوم ٍ
وسدَّ الخدُّ للعناقِ خدّا
***
فرشفنا العيونَ نبعَ شوقٍ
ولعبنا شوطَ الخِـصامِ نـَـردا
***
فالتقينا والقربُ كان عفّاً
وابتعدنا والقلبُ كان َفــردا
***
إن شتينا فالحبُّ كان غَوْرًا
أو صَيَفْنا فالعشقُ كانَ نَجـدا
***
هاهنا يومٌ منْ صَـبا شَباب ٍ
وتدقُّ الساعاتُ ليسَ تهــدا
***
إنما في الشَّبابِ دفقُ ذكرى
فنفيسُ العشق إليهِ يُهْدى
***
أُنفقُ الوقتَ منْ صفاءِ عيش ٍ
لا أعاني من الإسارِ عبـدا
***
أقبلي إنّ فيَّ مَحضَ شوق ٍ
نَجَّم الأرضَ حاضراً وبَيْـدا
***
فأرى سهاماً غزت بجِسْمي
مقبلاتٍ على الفؤادِ قــدّا
***
ارحميني هذي هِنُات قـلب ٍ
لا تُسَــوِّفي بالودادِ صَــدّا
***
إن تُجيري فقدْ أجرتِ حِبًّا
أو تجوري فما نَشدْتِ رُشــدا
***
لا تخالي الأمانِ كفءَ قوْل ٍ
أن يُغَنَّى بل إنْ أصَبْنَ وُدّا
***
صارَ قلبي في أَسرِها المُعنّى
ربَّ عبدٍ لسيِّدٍ مُفدّى
***
كنتُ طيراً بغير قيدِ حِبٍّ
قدرَضيْ في أسر الحَبيبِ قيــدا
***
أي سهمٍ أرشتِ في ضُلوعي
أيُّ جرحٍ أن أكتمَ الألدا؟!
***
فقديــمُ السِّـهامِ بي جَـديدٌ
وكثيرٌ على القديمِ جدّا
***
قدْ يــردُّ الجِــراحَ أيُّ طِبٍّ
ما جراحُ القلوبِ كي تُردّا
***
كلُّ جرح الجسوم ِ مُسْــتردٌ
ليس َجُرح ُالفــؤادِ مستـردَا
***
لا تداري تماطلينَ ردّي
أَحْسِني الوصلَ لا عَدِمْـتِ ردّا
***
أوف عهدًا به شَرحتِ صدراً
أرقصَ الحُلْمَ في المنامِ سُعْـــدى
***
يقعُ الأشقياءُ في ذهابٍ
إن ْلحِاظُ العُيونِ صِدْنَ عَمْدا
***
فانثريني بينَ يديكِ تبراً
واشتريني فالعشقُ صارَ نَقْـدا