|
هاتي دنانك وانصتي لكلامي |
يادرة جبلت على الإكرام |
هاتي دنانك واملأيها واسكبي |
لاتعرف الصهباء كنه الظامي |
هاتي معتقها فإني مغرم |
والشعر يسرج خيله بمدامي |
هيا أديريها ولا تترددي |
شبح المعلق ماثل قدامي |
صرح تعلق في شغاف قلوبنا |
ونمت محبته مع الأيام |
خال على خد الفرات بهاؤه |
وشموخه في عزة وتسام |
دونت أحلى الذكريات بقربه |
ونسجت فوق حباله أحلامي |
يتسامر العشاق في جنباته |
يهدي السراة بليلة الإظلام |
بالأمس كم غنت عليه بلابل |
مسرورة بعذوبة الأنغام |
واليوم صوت النائحات يهزني |
في غمرة التقتيل والإجرام |
أرداه تجار الردى بقذيفة |
قد حولته بلحظة لركام |
شلت أيادي من تجرأ واعتدى |
ويمين من أومى وكف الرامي |
ديرية القسمات لا لا تحزني |
لاتنفقي الأوقات بالآلام |
لاتقنطي ودعي التألم والاسى |
وتأملي في صولة الضرغام |
هي عصبة للشر تنفث حقدها |
قد لفحت بالخبث والآثام |
وصلت إلينا من سلالة حاقد |
وتجذرت بتعاقب الأيام |
قدهزني ألم المصاب وهدني |
فخرجت عن روح المقام السامي |
فنسجت قولي في بهاء خريدة |
تهب الضياء لثغرك البسام |
وكتبت رائعة المعلق من دمي |
لأحد من وجعي العميق الدامي |
لاتتركيني للحديث بقية |
فإلى جوارك قد نصبت خيامي |
وترقبيني في فصول قصيدتي |
كي تدركي صور الوفا بكلامي |
قد يمزج الشعراء في خلواتهم |
بين الخيال وصهوة الإلهام |
فالشعر موهبة عليك ثناؤها |
ولهيب اشواق وشدو حمام |
الويل والعثرات إن أهملتها |
تمسي كمقدام بغير حسام |
والمجد كل المجد بوح صادق |
لقصيدة تمشي على الألغام |
الشعر راودني وهذي خلوة |
في ليلة ثكلى بغير نيام |
شيطان شعري قد جفاني غائبا |
لقطيعة مرت من الأعوام |
صادفته عرضا بليل حالك |
وغمرته بتحيتي وسلامي |
وسألته عن حاله ومآله |
أثنى علي مبالغا إكرامي |
عاتبته عتب الصديق لخله |
ومرافئ الذكرى تلوح أمامي |
لاطفته ودنوت منه ناصحا |
ودعوته جهرا إلى الإسلام |
لبى ولكن كان يجذب حسرة |
ممزوجة بمرارة الآلام |
فأجابني والآه تخنق صدره |
إن الذي تعنيه يسكن هامي |
والله لوعلم الطغاة بقصتي |
سيكون في ساح الردى إعدامي |
هم جندوني مخبرا في صفهم |
نزعوا حيائي أمسكوا بزمامي |
سرقوا مزاجي واستباحوا عورتي |
وتلطخت بسوادهم أيامي |
لم ألتمس يوما حياة حرة |
أوراحة أو لذة بطعام |
ناهيك عن قصص يهول سماعها |
ومشاهد لم تجر بالأفلام |
هم علمونا كيف نحيا سذجا |
بقيادهم كبهيمة الأنعام |
يتملك الفرس المجوس زمامهم |
وبخلفهم نفر من الأقزام |
مابين حزب اللات وزع مكرهم |
وموائد السفهاء بالآثام |
بشار خادمهم نمت أحقاده |
وشراذم من زمرة الظلام |
ياصاحبي أولاء لامولى لهم |
يستذكرون الله في الأوهام |
قصفوا بيوت الله لم يترددوا |
وتسابقوا للفتك والإجرام |
قتلوا الأجنة في البطون وأوغلوا |
في غيهم وتلذذوا بحرام |
خاطبته ودع أذاهم وانصرف |
وانشق عنهم والتجئ لمقامي |
فرنا إلي بنظرة مكلومة |
ودموعه مزن السحاب أمامي |
غادرته والآه تنهش أضلعي |
وقوافل الحسرات ملء عظامي |
يارب سامحني وهون زلتي |
يارب عفوك شدني إلهامي |
فخرجت عن خط السراط لبرهة |
كي يفقه النجباء روح كلامي |
حتى الشياطين التي تغوي الملا |
صارت تطاردها عصا الحكام |
واعود أبحر سائلا متعجبا |
هل من حكيم يبتغي إفهامي |
هل أصبح الحكام أكثرسطوة |
من شر إبليس على الأقوام |
وطني حبيبي عزتي ومقامي |
ياساكني في يقظتي ومنامي |
الشام أرض الله نالوا طهرها |
وتلفحت بالحزن والآلام |
ضاعت مفاتنها وأجدب روضها |
بين الرعاع وسطوة الأزلام |
حاراتها قد غلقت أبوابها |
وتغص بالثكلى وبالأيتام |
ماذا يقول مخنث قد جاءنا |
من حجر غانية ونسل حرام |
ماذا جرى في الكون حتى أجدبت |
كي ينصت الشرفاء لابن لئام |
صارت بلادي ضيعة صفوية |
عجمية الآمال والأحلام |
يحيا بها الشهم الشريف بذلة |
ورخاؤها للحاقد النمام |
يتجول الفرس المجوس بعرضها |
قد لوثوا بالعهر كل مقام |
نقموا عليها شوهوا تاريخها |
ملئت بآلاف من الأصنام |
هبل هنا بشار يلثم خده |
والجعفري بحضنه مترامي |
وهناك رأس دحرجوه لحافظ |
مابين مزبلة وكوم (صرامي) |
ورأيت تمثالا لباسل مسندا |
متهالكا ومزنرا بسخام |
والحافظ المقبور أرسى صبغة |
صفوية الأحقاد والآثام |
ملأ البلاد نذالة وسفاهة |
غرس الفساد بفكره الهدام |
وتلاه بشار يخط لنهجه |
صور الضلال بحقده المتنامي |
من أربعين ولم تغادر طلقة |
صوب العدو وعصبة الإجرام |
قد دجنوا الأسد الهصور لنعجة |
غربية الأطوار والإفهام |
ناديت أهلي في عموم ترابها |
أن أقبلوا فالساح طوع همام |
فتفجر الغضب الدفين ملاحما |
عربية البصمات والإبهام |
من قاسيون شدوت حلوقصائدي |
وأزحت عن سر البيان لثامي |
أبحرت من درعا بطهر حدائها |
وأطلت في حمص الوليد مقامي |
وعرجت للشهباء ألثم تربها |
لأبثها من لوعتي وغرامي |
للاذقية والأحبة وجهتي |
وبإدلب الخضراء صك هيامي |
شرقا إلى الوادي الأغر وأهله |
ومرابع الأخوال والأعمام |
عانقت كل مدينة سورية |
ورفعت فوق هضابها أعلامي |
ونسجت حبا صادقا يمتد من |
شط الفرات إلى دمشق الشام |
ياللقصيد إذا تفجر صادقا |
نفذت حروف بيانه كسهام |
ياأيها التاريخ سجل ماترى |
وثق سطور العز بالأقلام |
اليوم معركة الفخار نخوضها |
فيها أرى النصر المبين أمامي |
راياتها الغراء تخفق عزة |
مشفوعة بالفارس المقدام |
وغدا سنقرؤها سجلا خالدا |
عما مضى من غابر الأيام |
للديرمنزلة بأرض الشام |
كبرت على طهر بكل مقام |
واحاتها الخضراء جنة خالقي |
وبسفرها الموروث أرفع هامي |
لكتائب شقت طريق نضالها |
بين الصفوف بعزة الإسلام |
لملاحم الأبطال في سوح الوغى |
للفجر يلثم غرة الأنسام |
يبقى المعلق شوكة بحلوقهم |
ومنارة للحب والإلهام |
سنعيده مجدا فراتي الهوى |
للضفتين مطرزا بوسام |
أطلقت للنصر المبين قصيدتي |
وتزنرت بوشاحها أحلامي |
شعري على الأوتارشدو عنادل |
لكنه في الساح ضرب حسام |
نبع أنا منه الحروف تفجرت |
من فرحها وردا على الآكام |
وعبرت آفاق المدى متألقا |
بين النجوم وزحمة الأجرام |
إني زرعتك وردة جورية |
تتوسد الآهات بين عظامي |
لليل عندي ألف ألف حكاية |
كم كنت ألجأ للرقى لتنامي |
ستون عمري لم تزل زوادتي |
ألق الحروف وصبوة الأقلام |
ونقوش بابل تزدهي بقصائدي |
وبراعتي شمس على الأهرام |
أنا شاعر الثوارحين أوارها |
يشتد أدرك غايتي ومرامي |
أنا إبن ترقا لافخار وإنما |
روحي مجندة لأهل الشام |
أوبعد هذا تسأليني من أنا |
وأنا الذي طفح المودة جامي |
هيا تمني يايراع بلاغتي |
وتدللي وترفقي وتسامي |
فغدا بأرض الدير تزهر جنة |
وأنا وأنت بروضها المترامي |
هلا عرفت من أنا ياحلوتي |
لك في الختام تحيتي وسلامي |