|
في ليلة ليلاء ذات ملامح |
كانت تساورني هموم عابره |
أضغاث أحلام تكشف سرها |
والدمعة الحرى بعيني حائره |
فيها تذكرت الصبا وصبابتي |
وبهاء أيام السنين الغابره |
كنت المليك وكان سيفي مشرعا |
والكل حولي في الدفاع أكاسره |
أتناول الإفطارفي بيروت من |
بعض النهار وقهوتي في القاهره |
وأتوق للشاي المعتق في عدن |
وسفينتي في العشق دوما ماخره |
وأعود أسهر في الشآم لليلة |
ولتونس الخضراء أقصد باخره |
كالطائر الغريد يلزم عشه |
حينا وأحيانا يجافي هاجره |
أما الصحاب فلا أجيد عديدهم |
يتقاطرون كما الغيوم العابره |
إذ ماقدمت مسافرا يلقونني |
مثل الأكابرعند باب الطائره |
مالت بي الدنيا وأظلم عهدها |
فقبعت أشكومن ظروف قاهره |
فإذا الحياة بما تجود مريرة |
وإذاالأحبة كالنقود النادره |
واحترت في أمري وقلّت حيلتي |
والناس من حولي ذئاب كاسره |
دنيا وأسلمني المراد لنابها |
فإذا الحياة بضاعة وسماسره |
لي زوجة وكما العفاف عهدتها |
لم يبق إلّاها لعهدي ذاكره |
خنساء عصر لايراودها غوى |
أو تشتكي مرا فتصبح خاسره |
وجبينها كالشمس في ألق الضحى |
نورا وعفتّها الطقوس الطاهره |
تمسي وتصبح والصلاة عمادها |
ولربها الوهاب دوما شاكره |
عضّت على الأطراف تذكر عهدها |
وتوسمت عهدا تبدد حاضره |
نفضت غبار الوهن عن خيلائها |
وتحزّمت للفقر تقطع دابره |
وتشد ّمن إزري وتقنع بالذي |
نظراتها الحيرى لقلبي آسره |
هطلت علي من الأصالة مزنها |
فإذا المودة في دياري عامره |
يتضوع الصبر الجميل لعطرها |
ويقلم الوقت الرتيب أظافره |
هي درة لوأنني أهملتها |
لخسرت دنيا تقتفيها الآخره |
في البيت يمتثل الجميع لأمرها |
طوعا فسماها الجميع الآمره |
وإذا مرضت وساءني ماساءني |
تبقى بقربي بانتباه ساهره |
تتلقف الأخبارتكتم سرها |
تمحو الشهور على الجراح مكابره |
نافت على الخمسين حولا دأبها |
حبّ الصغار تخالها في العاشره |
فبفضلها والله كان مرادنا |
صنعت من الأولاد جيش عباقره |
عشر من الأولاد نالوا سعيهم |
في الجامعات بصيغة متواتره |
يتسابقون إلى العلى في همة |
واثنان ينتظران دون العاشره |
ياأم ناصر سامحيني واغفري |
لم يبق لي إلا حصاد الآخرة |
ولأنت أجمل ماملكت من الدنا |
ياكنز حبي في السنين العاقره |
فأنا مجرد كاتب تملينه |
روح القصيد وأنت أنت الشاعره |