|
مرّت تميسُ بقدها الفتّانِ |
وتزيدني شجناً على أشجاني |
فتداعت الذكرى وأيام الصبا |
محتارةً تختال في وجداني |
فمثلت للأيام أذكر غابري |
سبحان من أحيا الورى أحياني |
فإذا الشباب بفيضه وعطائه |
وإذا السنين دقائقٌ وثوانِ |
فعكفت أسأل هل أنا هذا أنا؟ |
أم أنني أحيا بقلبٍ ثانِ |
عادت بي النجوى لسابق عهدها |
وزهت ورود الحب في بستاني |
غزل المشيب خيوطه في مفرقي |
والدهر غالبني فما أنساني |
لازلت أذكر طيف أحلامي هنا |
وطفولتي وملاعبي ومكاني |
ونظمت من حرفي الرقيق قلائدا |
حكمٌ تطرز حرفها ومعانِ |
سأَلَتْ وبعض الشك يستر حرفها |
والشوق يعصر نبضه بدناني |
هل أنت أنت كما تقول فراستي؟ |
أم أنني اخطأت في العنوانِ |
فأجبتها ذات الدلال ترفقي |
كي لايضج الشعر في أوزاني |
ولتعلمي فعلاً أنا هذا أنا |
عذب الهوى وفصاحتي بلساني |
قلَّبْتُ أطراف الحديث فهاجني |
وصحا ضمير الشعر في وجداني |
فكتبت لكن ليت شعري لم أكن |
ذاك الذي . . . وتذللي أعياني |
عزفت لحون الحب في وجداني |
واستيقظت من صمتها أشجاني |
لاتسأليني عن صبابة شاعر |
زرع الرؤى في سحرك الفتَّان |
وترفقي لطفا فتاتي واعذري |
إن كان في صرف الهوى إدماني |
فيض من الأشواق ينهض كلما |
عيني بعينك أبحرت لثوانِ |
وخواطر تغتال صمتي حالما |
أيقظتها أوغلت في الكتمان |
في طيف همسك أحرفي علقتها |
وعقدتها خجلا بطرف لساني |
هي بسمة من فرحها طافت على |
شط الفؤاد يقودها تحناني |
أودعتها بين الضلوع وخافقي |
ورفعتها عتبا إلى خلاني |
ناديت باسمك يافتاتي أقبلي |
ولطالما داعي الهوى ناداني |
إنَّ القلوب وإن تَكّتَّمَ سرها |
نار الغرام تئج في الكتمان |
جيل من الأسرارنَصَّبَ نفسه |
متربعاً في طرفك الوسنان |
وبلابل تشدو اللقاء تلهفا |
غمرت بعذب غنائها بستاني |
يامنيتي كفي الملام وهللي |
بالضيف إكراما لبعض ثوانِ |
ما الحب أوهاما ونسج عواطف |
وتلهف الأحضان للأحضان |
أو مضغة فوق اللسان نلوكها |
تروي الظما للمولع العطشان |
الحب دقات القلوب لبعضها |
وصفاؤها في لحظة الحرمان |
وأواصر قدسية ومشاعر |
وتجمل في حضرة الرحمن |
لولاك لولا لوعة كابدتها |
ومودة فاضت بها الشفتان |
ماهام قلبي في هواك مرحبًا |
أو داعب الأقلام طرف بناني |