سيدُ العشاق
::
في كُلِّ ليلٍ تَسْتَلذُّ عناقِي
فتغوصُ بينَ ضلوعِها أوراقي
ويَصُبُّ عِطرُ الياسمينَ مُدَامَهُ
فوقَ الهوى.. ياااا مُتعةَ الذَّواقِ
فَأجودُ.. حتى لا أرانِي واقفاً
إلا على بوَّابةِ الإشراقِ
وكَاَنَّ عُمرَ العشقِ لحظَةُ شاعرٍ
تَجتازُ سِحراً فُسحةَ الآفاقِ
لا الليلُ يُدرِكُ كمْ قضيتُ مسافراً
في حُسنِها و الحبِّ و الأشواقِ
أبداً.. ولمْ يدرِ الصَّباحُ بأنني
ما زُرتُهُ مِنْ عَتمةِ الإشفاقِ
بيني وبينَ دِمَشقَ عِشقُ حِكايةٍ
تهفو إليه مَدارِسُ العُشَّاقِ
يَتنافسونَ السَّبقَ نحوَ صَبَابَتي
ويُقَلِّدونَ روائِعَ السَّباقِ
وَحَبيبَتي عَلِمَتْ بأنَّ كُؤوسَهمْ
رُفِعَتْ لِتَشفِيَ لهفةَ المُشتاقِ
فأتتْ إليَّ.. وأترَعَتْ مِنْ حُبِّها
قلبي.. وقالت: جُدْ لهمْ يا ساقي
فمَلأتُ كأسَ الشعرِ مِنْ عِنَبِ الهوى
و التينِ و الزيتونِ و الدُّراقِ
و نَثرتُ عطرَ الياسمينِ قصيدةً
تُغوي النَّدى بِمُدامِها الرَّقراقِ
و رسمتُ دمعَ التوتِ بسمةَ كرزةٍ
يا سِحرَها إذْ أدمَنتْ عُشَّاقي
فغدَوتُ أسقي الحُبَّ كُلَّ مُتيمٍ
ضَلَّ الهوى و مُعَذَّبٍ بِفراقِ
و كَاَنَّني يا شامُ.. سيدُ عِشقِهِمْ
بِكِتابِكِ المحفورِ في أعماقي
::
م/ مؤيد حجازي