دع المراثي ..
دع المراثي و دع ويلي و يا حربي ففي الصوارم ما يغني عن الخطب
و في الكتائب إن شدت فوارسها يوم الوقيعة ما يربو على الكتب
دع البكاء لربات الحجال فما يرد دمع جرى فرطا لمنتحب
شر المنية موت لا قتال به و رب تهلكة أعلت من الرتب
ومن تكن في ظبا الأسياف بغيته و يعمل الرأي ينشب غاية النشب
وليس قائل قول مثل فاعله و لا الذي يكل الأقدار للحقب
إذا السهام أصابت و هي طائشة قلب الرمية قد أخطت و لم تصب
فلا تل النفس إلا وهي راغبة و لا تن عن دراك المجد في الطلب
و لا تأمل من الأعدا مساعفة فإن ذلك يغري النار بالحطب
عجبت للعرب قد أغضت ضراغمها من بعد عز فيا للعز و العرب
أغرى بنا الذل من ذلوا لوطأتنا و من ملكناهم طرا فوا عجبي
ملك العوالي و قد قدت وشائجها و أكسف الشمس عنهم مشهر القضب
سلوا السيوف تنبئكم وقائعنا و السيف أصدق إنباء من الكتب
قد استحى يومنا من أمسنا خجلا و ذاب من فرط ما نلقى من الكرب
فليت شعري أ في الأيام منتجع فنستفيق لكيد الدهر في الحقب
و نسترد من الأمجاد ضائعها و نبتني في ذرا الأقمار و الشهب