هاته قصيدة اعجبيتني اضعها بين ايديكم لكعب بن معدان الأشقري
ايا كعب يوشك ان تصيبك فاقة ... فيما تقلب في البلاد وتيفر
ليس التقلب في البلاد مقربا ... اجلا هديت ولا المقيم يعمر
ولقد رايت الشيب يغتال الفتى ... حتى يصير كميت من يكبر
ويصير بعد تجلد وبشاشة ... للطير أو جدث يحط فيقبر
لكفى بذلك عبرة وبصيرة ... فيما خلا لك لو علمت فتنذر
وكفى بما جرت فيما خلا ... لو كنت تعقل في الأمور وتبصر
فصديقنا كالمستكين كما يرى ... مما يرى وعدونا مستبشر
وخلقت فياض الهواجر والضحى ... ينتاب شيبك ذو الغنى والمقتر
كالنيل فجر في الجنان فزانها ... وحفافها الشجر الكريم المثمر
والحزم يجمعه بنانك والندى ... كف يفيض بها واخرى تجبر
فاثنى الصنايع ما تزال سيوبه ... ابدا تروح مع الزمان وتكبر
لا مقصر عما يريد من الندى ... الا ونفسي تستزيد وتنظر
شيخ أعز بدفعه وبرأيه ... عمر العراق وكان ما لا يعمر
أيام فارس والتي من قبلها ... كانت وقائعها أجل وأكبر
فيها مهالك فتحت أبوابها ... كثرت مواردها وطاب المصدر
فيهن نار الحرب توقد بيننا ... والشيخ يغشى هول ذاك ويحشر
فدعا المهلب لا كريهة قومه ... واخو الحفيظة في الكريهة ينفر
فأجاب شيخ لا يزال مشايخا ... وأخو الحروب مشايح ومشمر
فتراه كالمغضى إذا نزلت به ... جربا ليقرعها وان يشذر
والحرب تفزع بالأباة ولينها ... حينا ويهلك من يخف ويبطر
وتراه يرقبها على حذر لها ... والحرب كيد لها من يحذر
حتى إذا ما قلت قد فني القنا ... والخيل فيها ما تنوء وتعثر
برزت ململة تسوق أمامها ... حتف النفوس وردها لا يسكر
والبرق فوق رؤوسنا ورؤوسهم ... تنشق منه لوامع ما تفتر
طارت بأيدي قواطع ... تجدد للقراع فتشهر
من ضربنا ... قطع الصفايح والقنا المتكسر
هذا وكم من غمزة فرجتها ... زالت عجاجتها ووجهك مسفر
قصرت مساعي الناس عن مسعاته ... والمجددون شأنه والمفخر
اعطاك ذاك ولي كل خزانة ... فيه تدافع من تكيد وتنصر