|
يسعى لحرق فخاري الأحفاد |
وحديثهم ورقٌ عليه مداد |
حرقوا الحياة لجهدها وجهادها |
تركوا الرماد تلوكه الأحقاد |
بذلوا لحرق حياتهم تاريخهم |
ورمادها دُفِنَت به الأمجادُ |
فرسان حربٍ في الكلام ونقله |
أما الجهاد فإنهَّم زُهَّادُ |
هجَر الصلاح عقولهم وحياتهم |
وأصابهم بعقولهم إفسادُ |
ظنَّ السفيه بأن دنيانا لنا |
لعبٌ وقيناتٌ بهنَّ يُزادُ |
يتطاير الأعداء فوق سمائنا |
وكأننا زرعٌ غشاه جرادُ |
تُهدى إلى زعمائهم أجسادنا |
مثل النعاج لذبحنا ننقاد |
ولوْ اْنهم عن أرضهم قد قاتلوا |
واستبسلوا دون الحِمى لأفادوا |
غرناطةٌ قصَّتْ لنا مأساتها |
ترجو معاداً بالجهاد يُراد |
من أرضنا كانت تُرى أنوارها |
ويذوب في أسماعنا الإنشادُ |
بدر السماء بها يبيت منعمَّاً |
ورجالها بدمائهم قد جادوا |
فيها علومٌ ما تزال ببحرها |
يرتادها ركبٌ له قوَّاد |
بالأمس كانت تحتمي في ركبنا |
رسل المنايا والحياة تُصادُ |
حتى إذا جئنا ديار عدونا |
قال العداة أجاءنا الأسياد ? |
فإذا بنا بالعدل نحكم بينهم |
فلربنا فضلٌ ونحن عبادُ |
فوق النجوم تواثبتْ أنوارنا |
والنصر تحت سيوفنا ينقادُ |
كنا وكانت مثلنا أيامنا |
صبحٌ ونورٌ ماله إخمادُ |
كنا إذا رُمنا لقاء عدونا |
شُمنا سيوفاً مالها أغماد |
كنا إذا حمي الوطيس كأننا |
نارٌ .. ورايات العدو رماد |
كنا إذا شئنا فخاراً نمتطي |
سُرُج الجياد فتنحني الأمجاد |
كنا كرئبالٍ توقَّد عزمه |
ومضى وفي نظراته إيقادُ |
كنا نميط عن القلوب قتامها |
فيجلُّ في سمع الأنام الضادُ |
كنا نُساوَم في شراء حياتنا |
فيصيب كلَّ المشترين كسادُ |
كنا نشير إلى النجوم بطرفنا |
فإذا النجوم بنورنا تنقاد |
كنا إذا عزَّ الكرام كأننا |
خلقٌ جديدٌ ماله أنداد |
كنا إذا سِرنا بأرضٍ تنثني |
شُمُّ الجبال وتفزع الآسادُ |
كنا وفي كل الورى أثرٌ لنا |
لا تضمحلُّ وتختفي الأمجاد |
خيلَ الإله ألا اركبي لا ترهَبي |
سنعيد ما قد شيَّد الأجدادُ |