|
على قدْر عزْم المرْء تدْنو المطالبُ |
و تأْتي بقدْر المكْرمات الرّغائبُ |
و يبلغ بالصدق الفتى خير رتبةٍ |
تُباهى بها عند الفَخار المراتبُ |
تخبُّ بنا الأيامُ خَبًّا كأنّها |
مطايا علتها للطّراد الكتائبُ |
خبرت صروف الدهر حتى تكشّفت |
خباياه عمّا أضمرته النوائبُ |
براني زماني بالتجارب و انبرتْ |
أماليه تمليني الذي هو كاتبُ |
فلا تأمنِ الدُّنيا بمكرٍ فانّها |
خؤونٌ لها في الدّهر كيدٌ مُواربُ |
وإني بما ألقى من الغدْر في الورى |
كحاطبِ ليلٍ قد دهته العقاربُ |
تروغ سجاياهم عن الحق و الهدى |
كما راغ عن نهج السبيل الثعالبُ |
يضيق بنفسي الدهرُ عن نيل بغيتي |
كيوسفَ اذ ضاقت عليه الغياهبُ |
ومن لي بنهج الصدق مذ عزّ في الدّنا |
وقد كثرت بالزور تلك المذاهبُ |
ومن عجبٍ الأيام أي يحفظ العرى |
مضيِّعُها أو يصدُقَ القولَ كاذبُ |
و ما مثل قصدٍ للمكارم و العلا |
يعوز و لكن عز فيها المُطالبُ |
فكلٌّ بما أوعى يُفيض اناؤُه |
وهلْ مثلَ شهدِ النّحل تأتي العناكبُ |
وإنّا لنبني بالمحاسن صرحنا |
اذا هدمت صرح البرايا المثالبُ |
و انّا لنحن القائمون بما به |
قَوام العلا , في الليل نحن الكواكبُ |
و لاعيبَ فينا غيرَ أنّا إذا عتت |
رياح الرزايا أسندتنا القواضبُ |