|
تِلْقاءَ خَيْبَتِهِ يُحَاكِمُ ظِلَّهْ |
يَقْتَادُهُ للموتِ مُنْذُ أضَلَّهْ |
يَسْتَظْهرُ الأنوارَ مِنْ أجْلِ الهَوى |
يَسْتَقْبِلُ النِّيرانَ يَعْبُدُ غِلَّهْ |
يَتَنَفَّسُ الكِبْرَ القَدِيم فَيَدَّعي |
أنَّ الخطيئةَ في التَّرابِ جِبِلَّةْ |
يا أيُّها الكُنْهُ المُجادِلُ رَبَّهُ |
هلْ باتَ كُفْرُكَ للخليقةِ مِلَّةْ؟ |
ألقيتَ في ابْنِ الطِّينِ بِذْرَةَ نَزْوةٍ |
فَحَصَدْتَ مِنْ كَفَّيهِ أوَّلَ زَلَّةْ |
أيَّانَ يَرْجِعُ للسَّماء ولم تَزَلْ |
بِدَمِ الضَّحيةِ رُوحُهُ مُبْتَلَّةْ؟ |
بصَلاتِهِ العَذْرَاء يَنْسُجُ تَوبَّةً |
وفؤادُهُ يسْعى لِنَكْثِ القِبْلَةْ |
أفْنى على قَيْدِ النَّقَائض عُمْرَهُ |
فَهوَ الذُّبَابَةُ في مَلامِحِ نَحْلَةْ |
مُتَأرْجِحٌ بينَ المَكارِمِ والخَنا |
وعليهِ مِنْ أثَرِ الخَديعَةِ حُلَّةْ |
فإذا تَحَدَّثَ عَضَّ رَأسَ لِسَانِهِ |
كَذِبٌ تَغَصُّ بِهِ العيونُ مَذَلَّةْ |
نَخَرتْ خُطَى الغَدْرِ السَّحيقِ طَرِيقَهُ |
فمَضى, وصوتُ العَهْدِ يَنْهَشُ رِجْلَهْ |
حَتَّى إذا ما اجْتَازَ حُفْرَةَ لُؤْمِهِ |
رَدَمَ المَدارَ جِنَايَةً وأدِلَّةْ |
قَدْ حَازَ باسمِ الماءِ ألفَ عَمَامَةٍ |
قَدْ نالَ مِنْ سِفْرِ النُّبوءَةِ جُلَّهْ |
زَعَموا بأنَّ الشَّيخَ قُدِّسَ سِرُّهُ |
بِصِفَاتِهِ المُثْلَى تَجاوزَ أصْلَهْ |
يأوي الشريدَ المُسْتَجيرَ ببابِهِ |
يُحْيِ القَتيلَ ويُبْرِئ المُعْتِلَةْ |
يُدْمِي المَدَامِعَ نَاصِبًا أوْجَاعَهُ |
نَحْوَ العِرَاقِ و قُدْسِنا المُحْتَلَةْ |
وهو الذي , وتَصَاعَدَتْ لُغَةُ الرِّضا |
مَنْ ذا يلومُ الشعبَ حينَ أجَلَّهْ؟ |
حَتَّى إذا صَفَعَ الزَّمانُ عُقُولَهم |
بالصَّحوةِ الكُبرْى اسْتَزادوا غَفْلَةْ |
كُلُّ الحَقَائقِ حَوْلَهُمْ قَدْ أشْرَقَتْ |
عَبَثًا ليِخَتَارُوا خُسَوفَ المُقْلَةْ |
هُمْ كالقَطِيعِ يَفِرُّ مِنْ صَوتِ العَصَا |
خَوفًا ويَجْمَعُهمْ نَقِيقُ الطَّبْلَةْ |
يَتوسَدُ الظُّلْمُ المَقيتُ قُلوبَهم |
فَشِعَارُهم سَيفٌ يُحَاصِرُ نَخْلَةْ |
يا حسرتي خُلِعَتْ مَلامِحُ مَوطني |
حتَّى ارْتَدى وَجَّهَ المُنَافِقِ كُلَّهْ |