تخميس بديعة بهاء الدين زهير
أفديك صبًّا عَلِقتْ *** جفونهُ إذْ حدَقَتْ
بذاتِ دلٍّ برقَتْ *** يا من لعينٍ أرقتْ
أوحشها من عشقتْ
تبكي نوىً قدْ نابها *** بمدمعٍ أجابَها
و تشتكي مُصابها *** مذ فارقتْ أحبابها
لها جفونٌ ما التقتْ
ميّادةُ الغصن نهى *** ضياؤها عذْل النُّهى
إذا الدّجى أجنَّها *** وغادة ٍ كأنها
شمسُ الضحى تألقتْ
تريك فوق طلْعها *** و في تمام سطْعها
طوْع الورى لطوْعها *** كم شَرِقَتْ بدَمْعِها
عينيَ لما أشرقتْ
قُسِّيةٌ ألفاظها *** و انْ عفت عكاظُها
بكريّةٌ حفّاظها *** رُوميّة ُ ألْحاظُها
مثلُ سِهامٍ رُشِقَتْ
كمْ ناسكٍ دهرا لها *** لمّا بدت أجلّها
عنْ نسكه قدْ دَلَها *** ممشوقة ُ القدّ لها
صدغٌ كنونٍ مشقتْ
كأنها فوق فنَنْ *** طيرٌ شدا لحنًا أغنْ
من لي بقلب هام مَنْ *** أمَا تَرَى الغُصونَ منْ
خجلتها قد أطرقتْ
والغنجُ من أهدابِه *** يرميك عنْ نشّابه
يا واقفًا ببابه *** قد جمعتْ حسناً بهِ
ألبابُنَا تَفَرّقَتْ
أطرقت لما طرَقَا *** فكري بهمٍّ أرَقا
يا ويحَ قلب عشقَا *** ما تَرَكَتْ لي رَمَقا
مُقْلَتُها إذْ رَمَقَتْ
متى أفزْ بنظرة *** تردُّ بعض نُضرتي
و أستفقْ منْ سكرتي *** لمُهجَتي وَعَبرَتي
قد قَيّدَتْ وَأطْلَقتْ
كأنها علامةٌ *** للحسنِ أو كرامةٌ
حدث فلا ملامةٌ *** في فمها مدامة ٌ
صافية ٌ تروقتْ
و سائلٍ عنْ حلِّها *** أجبته منْ نَطْلِها
في حثِّها و مهْلِها *** وا عجبا من فعلها
قد أسكرَتْ وَما سَقَتْ