دولةٌ فوقَ الرَّمادْ !
جُرحي أسيرْ
في غُربةِ النسيانِ أو سجنِ
الضميرْ
لا تقطفوا أسماءَنا من شجرةِ الحياةِ في
نهارِنا
لا تقصفوا أعمارَنا في كلِّ
عيدْ
ذكرى البطولةْ الكارثةْ
قالَ المُذيعْ:
و نحتفلْ في كلّ
عامْ
ماذا جرى؟
مصيُركمْ مصيُرنا حتماً وكادَ أن
يصيرْ
لا تسرِقوا أحلامَنا
في عُشِّ طائرٍ
صغيرْ
لا تقتلوا الأطفالَ عامَ
الاحتفالْ
لا تسلبوا الحقولَ
من خَضارِها
لا تقتلوا الطُّيورَ في أعشاشها
لا تَحرمونا من صفاءِ
حُلم
لا..لا تُشوِّهوا جمالَ
البُرتقال!
لا تُخرِسوا فمَ المغني عنْ مواويلِ
البلدْ
لا تمسحوا أيامنا منْ
الحُضورْ!
ماذا جَرى؟
مصيرُكُمْ مَصيرُنا حتماً وكادَ أنْ
يصيرْ
في لعبةِ الشَّطرنجِ أنتمُ الحصانُ
والقِلاعْ
والفيلُ أنتمُ وحضرةُ
الوزيرْ
ألم يقلْ زعيمُنا-عاشَ الزَّعيمْ-:
ما أكثرَ الرومانَ في صُفوفِنا
ما أكثرَ الجنودَ في مدى
النِّزالْ
ما أكثرَ الجنودَ.. قالْ:
لا تقلقوا سنحسمُ الحروبَ كلّها ونَكْسِبُ
القتالْ
غنّوا معي:
عاشَ الزَّعيمْ....عاشَ الزَّعيمْ!
تقدَّمَ الجنودُ في حوّامةٍ
مُستبسلينْ
في الرّقصِ والغناءِ وانسحابُ جيشٍ
مُندحرْ
تبَّتْ يدا الزّعيمِ في اللّظى
وتَبْ
تساقطوا عسفاً بريحٍ في
المدى
ويسقطُ الشَّهيدُ من
أسمائِنا
ولم تعدْ حطِينُ في
تاريخِنا
صلاحُ ملَّنا ولم يعدْ يناطحُ
الرياحْ
ونختبي وراء أوراقٍ من التاريخِ
مَرّْ
ولا نحسُّ جبنَنا وذكرياتُنا
دموعْ
ماذا جرى؟
مصيرُكُم مصيرُنا حتماً وكادَ أن
يصيرْ
لا تترُكوا قتلاكُمُ على سكاكينِ
الفناءْ
تحزُّ في أحلامنا السِّكينَ أو تخيطُ في آلامِنا ثوبَ
الإبرْ
حتّى إذا نسجتمُ الخوفَ القديمَ
في المدى
فاستنزفوا الآهاتِ في صدرِ
النُّسورِ
تربّعوا على عروشِ بحرِ
وهمْ
جراحُنا شفاهُ موتِ
الطائراتْ
جراحُنا قُبْلاتُ
موتْ
نابالُكُم شتاءُ صيفٍ أمطر الصحراءَ موتاً
أحمرا
ما أنبتَ الصُّبارُ شوكاً في
دمي
قنابلُ العنقودِ من أفرانكمْ خبزٌ شهيٌ جاءَ أوَّلَ
النهارْ
ماذا جرى؟
مصيرُكم مصيرُنا حتماً وكادَ أنْ
يصيرْ
قتلاكُمُ مضتْ شهودُ
الكارثةْ
قتلاكمُ غبارُ نصرٍ في
الزَّمنْ
شهيدُنا نارٌ قضتْ
كالانتحارْ
ونصرُنا رمادُ
نارْ!
لا تُشعلوا أفراحَكمْ فوق
الرّمادْ
آهاتنا تحتَ الرَّمادْ
لا تشعلوا شموعَكم شمسَ
الدُّموعْ
آهاتُنا بركانُ
فجرْ
ماذا جرى؟
مصيركم مصيرنا حتماً وكاد أن
يصيرْ!
دموعُنا على تخومِ الفجرِ أولَ
الشُّروقْ
تجفُّ أولَ النَّهار!
لئنْ قتلنا منكمُ ستةْ ملايينَ
اثأروا
خذوا إذا شئتمْ بقايا ثأرِكمْ مِنّا
مدى
يا دولةً فوقَ الرمادْ
قامَ الخرابُ في عيونِ
الياسمينْ
أطفالنا تشردوا عن الترابِ
كالغبارْ
بنى الغرابُ بيتهُ في عشِ مالكِ
الحزينْ
يا دولةً فوقَ الرمادْ
نمتْ بذورُ الياسَمينْ!