|
يا جُرْحَ بغداد : ماذا تنظم المُقلُ |
إن عاينتكَ ، وفكري مسّه شللُ ؟ |
تهمي ، تعاتب ، والأيام حائرةٌ |
إم إنّها بترابِ الوجد تغتسلُ ؟ |
ها شيْبُ قلبي قبيل الرأس مشتعلٌ |
فأيُّ آلامنا يا جرح نحتملُ ؟ |
نغصّ بالآه – فرط الآه – لا سلمت |
يدُ الذي بعذاب الناس يحتفلُ |
يدُ الذي بغراب البين مبتهجٌ |
يبتاع بالدين وهو الخانع الوجِلُ |
يد الذي سرق الآثار منتعلاً |
مَن خان أمّته ، بالعار ينتعلُ |
يد الذي أحرق البنيان يحسبُه |
ثأرًا له ، وهو بالأحقاد يعتملُ |
يدُ الذين استباحوها بلا شرفٍ |
فللبلاد أنينٌ بالغٌ جَللُ |
وهم جلاوزة جاؤوا على أملٍ |
أن تنتهي الروح ، والأمجادُ ، والمُثلُ |
لكنّهم خسئوا فاللطف منهمرٌ |
به الحكايا إلى كلّ الورى تصلُ |
يا جرح بغداد فاض الدمع منذهلاً |
ماذا نعلّلُ ، مَن يُصغي لمن ذهلوا ؟ |
ماذا نعلّل ، أيّ العذر ينجدنا |
وهل ستجدي خرابَ المنزل العِللُ ؟ |
هل الخيانة ، جندٌ أدبروا هربًا ، |
أم إنّه اللهُ عدلٌ ، والورى غفلوا ؟ |
وهل هناك بقايا في جوانحنا |
بهمسه نتداوى أيّها الأمَلُ ؟ |
( وا ضيعة الأرض إن ظلّت شوامخها |
تهوي ، ويعلو عليها الدون والسّفلُ ) |
بغداد بغداد : ماذا يكتب الثملُ |
قد مات منتحرًا في بابك الغزلُ ؟ |
لم يبقَ غير نشيج جفّ منطقه |
يرسو بدجلة تيمًا ، ثمّ يبتهلُ |
دقّات وجدانه ما انفكّ يسألها |
عن الرشيد ، ومَن في حبّه شغلوا |
عن المعلّق والزوراء ، عن فسحٍ |
ما زال رونقها في الشعر ينهملُ |
عن الحمى ، عن أبي نوّاس ، هل زحفت |
له الوحوش الضواري ، حينما دخلوا ؟ |
أين اليَمام بباب الطاق نعرفه |
وكيف " أمركه " السرّاق واقتتلوا ؟ |
يا جرح بغداد : لا تطلق أعنّتها |
فالسيف منثلمٌ ، والحال منجدلُ |
واصبرْ لها ، فغدًا تطوى غياهبها |
ويستحيل هباءً جور مَن عذلوا |
واصبر ، فبضع سنينٍ سوف ندركها |
ولن يردّ شآبيبَ الردى دجلُ |
ولن تؤوب لنار الغرب جذوتها |
ونورنا يومها بالحقّ مكتملُ |
به يزلزل أمريكا وجوقتها |
عصفٌ رهيبٌ ، وهم عن وعده جهلوا |
لم يبقَ منها سوى أطلال شِقوتها |
وذكريات ظلام بثّه الجدلُ |
والمؤمنون بنصر الله قد فرحوا |
نصر ستعلنه الآفاق والسبلُ |
إذ ذاك – تالله – يصحو المسلمون وكلّ |
واحد منهمُ في سوحها بطلُ |
يسود مَن ساد قبل الآن مفتخرًا |
والفجر يحدو ، وأهل الله ، والرسلُ |
هناك تدنو من " الأقصى " ركائبنا |
هناك جرحك يا بغداد يندملُ |