صمت الحقيقة للأفّاك أوهام ُ
حلْمٌ تمادى وهل تُبتاع أحلامُ؟
قيظ الزمان طغى والجمع مختنقٌ
متى تهبُّ على الظمآن أنسام ُ
واو الجماعة تشكو الدّهر مقعيةً
تبكي ووجه الأنا في الكون بسّامُ
الظلم مثلبة أخزت بصاحبها
والعدل مفخرة والعزّ مقدامُ
غمْط الكرام عقوقٌ ضلّ ناشدها
الشكُ عيبٌ وسوء الظن إجرامُ
خُيّرت أن أنظم الأشعار في غرضٍ
فاخترت فضلكِ والعرفان أحجامُ
أجرّ حرفي ثقيلاً غير مكترثٍ
خلفي حيائي ونبل القصد قدّامُ
تخفي النعامة رأساً خوف حادثةٍ
طبع الأسود بجوف النقع إقدامُ
أنا الشريف إذا ما اعتد بي قلمي
في دوحة الشعر نزّاعٌ وقسّامُ
صدْقٌ دواتي فما يأوي لها كذبٌ
أمّا لساني فعند القول صمصامُ
لست الكنودَ وشكر الناس قافيتي
الحق دربي وسمت الحق إسلامُ
يا واحة الحرف إني جئت مرتشفاً
شهد المعارف إن الشهد فطّامُ
أنخت رحلي على أعتاب وارفةٍ
فهبَّ في القوم ترحيب وإكرام
(من يفعل الخير لا يعدم جوازيه)
البخل حوْبٌ طغى والمنع إلمامُ
فيك الرجال شموس طاب مطلعهم
رهط الندى فإذا صاح الوغى ساموا
الجود شيمتهم .والبذل رايتهم
حسن الخصال ونبل القلب هندامُ
هذّبتِ حرفاً همى من ربوة يبستْ
شذّبتِ فكراً غفا والكفر هدّامُ
دار ابْن غزّة للطلاب مشرعةٌ
فيها الموائد والغزّيّ هشّامُ
عرفت جودك يا شيخي ويحضرني
من هاجس الشكروالعرفان إلهامُ
سهرت تعمل في جدّ ومكرمةٍ
والجاحدون على صدر الخنا ناموا
كأنهم أممٌ بالعرف قد كفرت
تاه الدليل فما صلوا ولا صاموا
يممت شطرك هذا اليوم معترفاً
بالجود والعلم فالإقرار إنعامُ
إن الجحود لخبثٌ ساء خاتمةً
لوحاته الغدر والشيطان رسّامُ
فاق التنكّرللمعروف فاحشةً
الصّدّ عودٌ ونكث الوعد إضرامُ
في آخر القول أدعو الله مبتهلاً
ترسي رجاءٌ وحسن الظن أعلامُ
يا ساتر العيب في غيب وغافره
يا كاشف الضرّ يا حيٌّ وعلّامُ
احفظ بلطفك أهل الحقّ واهدِ لهمْ
كل ابن عزمٍ على ثغر العلا قاموا