وطن المآسي
تفجر الملـــــح في عينيكَ منبجســا
والظلُّ من روحــه يا ســـيدي يئســا
والشمس قد ذبلت والنهر في وجــعٍ
تشـــكو جوانبــه من لوعةٍ وأســـى
وكوكبٌ دولـــة الاضـــداد تحكمـــــه
في عالــــمٍ كلمـــا قومتـه انتكســا
كلُّ المعاول في أحشـــائه نبشــتْ
والنابشـــون لـــه كانــوا له حرســا
ما إن أحــدّثُ نفسـي فــي مغادرةٍ
إلاّ تريثــتُ مجبـورا وقلـتُ عســـى
أن يولـــــد الطيـــنُ ينبوعـــا وأوردةً
لكنمـــا الطين في ريعــانـــه يبسـا
جالستُ نفســي أمام النـــار أرقبها
والقلب في لبِّ هذي النار قد جلسا
كـــلٌّ يغنــي الى ليــلاه واعجبـــي
والحــقُّ من روعـه بالباطـل التبسـا
من أيــن أبدأ والآهــات في وطـــنٍ
جـار الزمــــان على أبنائــه وقســا
نصفٌ من الهـــمِّ أحداقٌ بـلا أمـــلٍ
ويرتجي النصف من ظلمائها قبسـا