ارتجلتها الآن .. على بحر الدوبيت
استهواني هذا البحر .. والمطلع كتبته منذ أيام
وأكملت الباقي قبل قليل
يا ذاكــرةً تُريدُنِـــي أَن أَنْسَــــى
أَعيانِي البَحرُ مَا وَجَدتُ المَرسَــا
أَحــلامُ الأَمسِ غَـــــادَرَت أَيَّامِي..
حُلْمِي يَا يــومُ أَن أُعيــدَ الأَمْسَــا
لِلقُـــدسِ دَمٌ مُعَتَّـــقٌ بِـدُمُوعِـــي
قلبـي شَدَّ الرِحَالَ يَبغِي القُدسَــا
لَكِــنَّ جِرَاحَهَــــا استَفَزَّت وَجَعِــي
فَصَرَختُ وَكَانَ صَوتُ جُرحِي رَمْسَا
....
ونَمَا صَوتُ الرُّجُوع فِي وجدَانِي
كَصُرَاخِ يَحتَوِيهِ كُلُّ كَيَانِي
أَمْحُو النِّسيَانَ فيهُ كَي لَا أَنْسَى
وَرَحِيلِي خَلفَ أَزْمَتِي أَنْسَانِي
قُل لِي يَا أَيُّهَا القَصِيدُ البَاكِي
هَلْ تُدرِكُ وَطأَةَ الفُرَاقِ الثَّانِي
فَأَجَابَ الصَّمتُ إِنَّنِي لَا أَدرِي
ضَيَّعَنِي فِي تَرَدُّدِي عُنوَانِي
......
تَمضِي الأَيَّامُ وَالمَسَافَاتُ سُدَى
وَمَوَاوِيلي تَبُثُّ مِيلَادَ هُدَى
وَجَعُ الأَيَّامِ لَا يُسَاوِي وَجَعِي
دَمعِي تَروِيهِ أُمَّهَاتُ الشُّهَدَا
وَيَعُودُ اللَّيلُ كَي يُدَارِي عَجزِي
وَأُنَادِي الأَمسَ هَل سَيَرتَدُّ صَدَى
يَا مُلهِمَةَ الرُّجُوعِ فَلتَنتَظِرِي
إِن طَالَ البُعدُ سَوفَ آَتِيكِ غَدَا
......
جِيلٌ يَمضِي بنا ويُولَدُ جِيلُ
وَرَحِيلٌ لَا يَخَافُ مِنهُ رَحِيلُ
حُلُمٌ بِالعَودِ لِلرُبَى يُحيِينَا
وَالأَقصَى فِي مدى القُلُوبِ نَزِيلُ
فِي كَلِمَاتِي أَرَاهُ يوُلَدُ فَجرٌ
وَيَغِيبُ الدَمعُ .. يُدفَنٌ المِندِيلُ
سَنَعُودُ لِنَجعَلَ المَحَبَّةَ دَارًا
بِجَبِينِ القُدسِ يَحتَفِي إِكلِيلُ
د. مختار محرم