أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 48

الموضوع: كتــــاب الحــــروف*

  1. #21
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحية مكتوبة بالبنفسج

    الأخ المبدع عبد اللطيف،

    شكرا لكَ على مرورك المضمّخ بالورد، وعلى تشجيعك النديّ..أسأل الرحمن جلّ وعلا أن يتقبّل منا..
    سأحجز أول مقعـد بالصـف الأول، بالشرفة التي ستفتحها: عن" كتاب حروف المعاني "لأبي القاسم عبد الرحمن بن اسحق الزجّاجي ،وسأكون طالبـة مجتهدة بإذن الله.
    بارك الله فيك وفي قلمك، وجعله في ميزان حسناتك..
    تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
    تحياتي وتقديري

  2. #22
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللام

    تكون مفتوحة ومكسورة، فالمفتوحة من الهوامل لاعمل لها، وهي تكون للتوكيد في المبتدأ نحو قولك: لزيد أفضل من عمرو، وقد اضطرّ الراجز فأدخلها على خبر المبتدأ، فقال:
    أمّ الحُليْس لَعجوزٌ شهْرَبه
    ترضى من اللحم بعَظْم الرقبَه
    وتدخل في خبر إنّ توكيدا، ودخولها يوجب كسر إنّ، قال الله تعالى: ((واللهُ يعلَمُ إنّكَ لَرسولُه)).
    وإنما دخلت لتوكيد الخبر كما دخلت إنّ لتوكيد الجملة، وكان حقها أن تكون قبل إنّ، إلاّ أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد، فزحلقوا اللام إلى الخبر. وكانت اللام أوْلى بذلك، لأنها غير عاملة، وإنّ عاملة، فكان تقديم العامل أولى. وقد يضطر فيدخل اللام قبل إنّ، وذلك مع إبداله الهاء من الهمزة، قال:
    ألاَ ياسنا برق على قلل الحمى
    لهِنَّك من برق عليّ كريم
    وقد يضطرّ فيأتي بلامين، في نحو قولك: لهنك لقائم، وهو قبيح، وقد جاء به بعض المولدين، وهو حبيب، فقال:
    أربيعُنا في خمسَ عشرةَ حجة
    حقا لهِنّك للربيع المزهر
    وقد أدخلها بعض الشعراء على خبر أمسى: أنشد ثعلب:
    مروا عجالا، وقالوا كيف صاحبكم
    قال الذي سألوا أمسى لمجهوداً
    وحكى قطرب: أراك لشاتمي، وإني أراك لسمحا. وحكى يونس: زيد والله لرافق بك.
    وقال كثيّر:
    ومازلت من ليلى لدن أن عرفتُها
    لَكالهائم المُقصى بكل مراد
    وقد أدخلوها على خبر لكن، وأنشدوا:
    ولكنني من حبّها لَعميدُ
    وقد أدخلوها على خبر إنّ المفتوحة، أنشد قطرب:
    ألم تكن حلفتَ بالله العلي
    إن مطاياكَ لمن خير المطي
    وهذا كله شاذ لايقاس عليه، ولايلتفت إليه.
    ومن لام الابتداء قولك: لعمرك، وتكون اللام جوابا للقسم، وتلزمها إحدى النونين، وذلك نحو قولك: لتخرجن، ولتكرمن عمرا، وتأتي مع أن توطئة للقسم، وإنذارا به كقولك: لئن قمت لأكرمنك.
    وإذا دخلت لام القسم على الفعل الماضي، كانت معها قد، كقولك: والله لقد قام زيد. ومنه قوله تعالى:
    ((لقدْ كان لكمْ في رسول اللهِ أُسوةٌ حسنة)).
    وقال كثير:
    لقد كذب الواشون مابحتُ عندهم
    بسوء، ولاأرسلتهم برسول
    وقد تحذف قد، قال امرؤ القيس:
    حلفتُ لها بالله حِلفةَ فاجر
    لَناموا، فما إن من حديث ولاوصالِ
    وربما حذفت لام القسم، لأن النون يدل عليها، قال الشاعر:
    وقتيلِ مرة أثارنّ فإنه
    فِرغ وإن أخاكم لم يثأرِ
    وأجازوا حذف النون، وإبقاء اللام كما حذف هذا الشاعر اللام، وأبقى النون، وعلى هذا تأولوا رواية قنبل: ((لأُقسم بيوم القيامة)). قالوا: حذفت النون، لأنها تدل على الاستقبال، وهذا الفعل للحال، وهذه القراءة فيها نظر.
    وتكون اللام جوابا للو ولولا في قولك: "لو جاء زيد لأكرمته"، و"لولا أخوك لأحسنت إليك"، وقد تحذف هذه اللام.
    وأما المكسورة فعاملة، وعملها على ضربين: الجر، والجزم في الأفعال، وهما متغايرتان، وإن اتفق لفظهما، فالجارّة نحو قولك: المال لزيد، والحبل للدابة. فاللام الأولى للملك، والثانية للاختصاص، فإن دخلت هذه اللام على مضمر فُتحت، وذلك نحو قولك: المال له، والثوب لك، وفي فتحها وجهان:
    أحدهما: أن أصلهما الفتح، وذلك أن جميع الحروف التي هي أحادية، حقها الفتح، فلما اتصلت بالضمير رجعت إلى أصلها، لأن المضمر يرد الأشياء إلى أصولها في غالب الأمر.
    والوجه الثاني: أنها إنما كسرت مع المظهر للفرق بين لام التوكيد وبينها، وذلك أنك لو قلت: إن زيدا لهذا، وأنت تريد الملك والاستحقاق لالتبس بقولك: إن زيدا لهذا، أي: هو هو . فلما اتصلت بالمضمر استُغنى عن الفرق، لأن علامة المضمر المجرور تخالف علامة المضمر المرفوع، تقول: إن زيدا لك إذا أردت الملك والاستحقاق، وإن زيدا لأنت، إذا أردت أنت زيد، وهذا قول سيبويه.
    وقد تضمر أن بعد لام الجر، وذلك في موضعين:
    أحدهما: أن تكون في معنى"كي". وذلك قولك: جئت لتكرمني، والمعنى: جئت لأن تكرمني، ويجوز إظهار أن هاهنا.
    وقد تقع هذه اللام بمعنى العاقبة، نحو قوله تعالى: ((فالتقطه آلُ فرعون ليكون لهم عدوّا وحزَناً)).
    أي فكانت عاقبته أن كان لهم عدوا، وهم إنما التقطوه ليكون لهم ولدا.
    وبعض النحويين يسمي هذه اللام (لام) الصيرورة، أي ليصير لهم، أو فصار لهم.
    الثاني: أن تكون بعد النفي، وذلك قوله تعالى:
    ((ماكان اللهُ ليذَرَ المؤمنين)).
    والمعنى لأن يذر المؤمنين، ولايجوز إظهار (أن) هاهنا، لأن المعنى ينقلب، ولأن هذا جواب من قال: سيقوم زيد، فكما يجوز أن يفرق بين السين والفعل، فلذلك لايجوز أن يفرق بين اللام والفعل.
    وأما الجازمة فلام الأمر، وذلك نحو قولك: ليقم زيد. والغالب عليها أن تدخل على فعل الغائب، وذلك نحو قولك: لتعن بحاجتي، ولتزه علينا.
    وكذلك فعل المتكلمين، نحو قولك: لنقم، ولنخرج. قال الله تعالى: ((ولْنحمِلْ خطاياكم))، وقد يؤمر بها المخاطب: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في بعض مغازيه: "لتأخذوا مصافكم"، وقال مرة أخرى: "لتقوموا إلى مصافكم" وقرأ: ((فبِذلك فلْتفرحوا)) وقد يقع الأمر موقع الخبر نحو قوله: ((فلْيمددْ له الرحمنُ مَدّا)).
    وهذا اللفظ لفظ الأمر ومعناه الخبر، لأن القديم لايأمر نفسه.
    ومن حكم هذه اللام إذا دخلت عليها الفاء أن تسكن، كقولك: فليقُمْ زيد، وكذلك الواو نحو قولك: وليخرجْ أخوك، ويجوز الكسر، والإسكان أكثر، وإنما أسكنت لأن الفاء والواو يتصلان بما بعدهما، ولايجوز الوقف عليهما، فيشبه1............. وعلى هذا قالوا: فهي وهي، فإن كان في موضع الفاء والواو حرف على حرفين فصاعدا، كسر اللام لاغير عند البصريين، وذلك نحو قولك: بل ليقمْ زيد، ثم ليخرجْ عمرو، قال الله تعالى: ((ثمّ ليقضوا تفَثَهم)).
    فأما من أسكن اللام من القراء، فالبصريون ينكرونه عليه ومجازه: (ثم) ساكنة، الأوسط، فكأنه نوى الوقف على الميم الأولى، وابتدأ: ماْيقضوا. وقد أسكنوا ماهو أبعد من هذا، وهذا قول امرئ القيس:
    اليوم أشربْ غير مستحقب
    إثما من الله ولاواغل
    وكان الأصل: فاليوم أشربُ غير، فأسكن الباء على التشبه بقولهم في عضُد عضْد، وفي فُهو فهو، وفيه بعد، لأن هذا متصل، وذاك منفصل، وهو في الآية أسهل على نحو ماذكرناه.
    وكسرت اللام الجازمة حملا على الجارة، لأنها نظيرتها، وذلك أن الجزم في الأفعال نظير الجرّ في الأسماء، فلما كانت اللام الجارة مكسورة لما ذكرناه قبل هذا، كسرت هنا حملا عليها.

    يُتبَع بإذن الله

    .................................

    1..... هنا موضع كلمتين لم يتبين المحقق صحتهما.


    منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

  3. #23

  4. #24
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحية مكتوبة برحيق القلب

    العزيزة حـرة،

    بدايةً، اسمحي لي أن أُعرِب عن سعادتي بعودتك..كما أشكر لكِ مرورك المخضرّ ودعاءكِ الكريم أختاه...بارك الله فيـك..
    وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطـر
    تحياتي وتقديري

  5. #25
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    بسم الله الرحمــن الرحيم

    الــواو

    من الحروف الهوامل: لأنها تدخل على الاسم والفعل جميعا، ولاتختص بأحدهما، فاقتضى ذلك ألا تعمل شيئا، لأنها ليست بالعمل في الاسم أحقّ منها بالعمل في الفعل، ولها معانِ:
    منها أن تكون عاطفة جامعة، كقولك: قام زيد وعمر. يحتمل أن يقوم كل واحد منهما قبل صاحبه، ويحتمل أن يقوما معاً في وقت واحد، يدلك على ذلك قوله تعالى: ((فكَيْفَ كانَ عذابي ونُذُر)).
    والنذر قبل العذاب، بدلالة قوله: ((وما كناّ معذّبينَ حتى نبعثَ رسولا))
    وقال حسان:
    بها ليل منهم جعفرٌ منه وابن أمّه
    عليّ ومنهم أحمد المتخير
    وذهب قطرب، وعلي بن عيسى الربعي إلى أنه يجوز أن يكون مرتبة، نحو قوله تعالى: ((شهِدَ اللهُ أنه لاإله إلاّ هوَ والملائكةُ وأولو العِلم)). وهذا كلام مرتب: ويؤنس بهذا أيضا قوله تعالى: ((وهوَ الذي كفّ أيديَهمْ عنكمْ وأيديكُمْ عنهمْ منْ قبل)) / وأنه لو/ كف أيديهم قبل كف أيدي عدوهم، لكان في ذلك محنة لهم ومشقة عليهم. وهذا يؤيد مذهب الشافعي في أن الواو يجوز أن ترتب.
    ويجوز أن تكون جامعة غير عاطفة، وذلك نحو قولك: استوى الماء والخشبة، أي مع الخشبة فحذفت مع، وجيء بالواو فأوصلت الفعل إلى مابعدها، وهو الذي يسمى المفعول معه.
    وكان أبو الحسن الأخفش يذهب إلى أن مابعد الواو ينتصب انتصاب مع، في قولك: جئت معه، والوجه ماأُبدي به، لأن (مع)
    ظرف، وزيد وما يجري مجراه لايجوز أن يكون ظرفا.
    ويكون حالا في مثل قولك: جئتك وزيد قائم. ولقيت عمرا وعبد الله منطلق ، أي في هذه الحال. قال الله تعالى: ((يغشى طائفةً منكمْ، وطائفةٌ قد أهمتْهم أنفسُهم)).
    وكان سيبويه يمثلها بإذْ، وذلك أنك إذا قلت: جئت وزيد قائم صلح أن تقول: جئتك إذ زيد قائم، وإذا كان في الجملة التي بعدها ضمير يربطها بما قبلها، جاز حذف الواو. وذلك نحو قولك: جئتك وأبوك قائم. ويجوز: "جئتك وأبوك قائم. ولو قلت: جئتك زيد قائم، لم يجز. فإن قلت: في دارك أو من أجلك، وماأشبه ذلك جاز.
    ويكون قسَماً، نحو قولك: واللهِ لأخرجن، وهي بدلٌ من الباء في قولك: حلفت بالله لأخرجن، ولايجوز أن تدخل على مضمر كما تدخل الباء في قولك به: لأخرجن، أنشد أبو زيد:
    ألا همّت أمامة باحتمال
    لتحزنني فلاأبكِ ماأبالي
    لأن الباء هي الأصل والواو بدل منها، وقد شرحنا ذلك فيما تقدّم، وتضمر معها رُبَّ نحو قولك: ورجلٍ أكرمتُ، وبلدٍ دخلتُ. قال:
    وبلدةٍ ليس بها أنيس
    إلاّ اليعافير وإلا العيس
    والجرّ برُبّ المضمر، وقال أبو العباس : الجر بالواو، التي هي عوض من رب، ويدل على فساده مجيء الجر على إضمار رب، ولاعوض منها، وذلك نحو قوله:
    رسمِ دار وقفت في طلله
    كدت أقضي الحياة من جلله
    وقد جاء الجر مع بل، وذلك نحو قوله:
    بل جوز تيهاء كظهر الجِحْفت
    ولايقول أحد: بل يجر.
    وقد يضمر مع الواو: أن، وذلك نحو قولك: لاتأكل السمك وتشرب اللبن، إذا نهيته عن الجمع بينهما. قال الشاعر:
    لاتنه عن خلق وتأتي مثله
    عار عليك إذا فعلت عظيم
    فإن أردت أن تنهاه عنهما جميعا جزمت فقلت: لاتأكل السمك وتشربِ اللبن، ومما أضمرت فيه "أن" قول الشاعر:
    للبس عباءة وتقرّ عيني
    أحبّ إليّ من لبس الشفوف
    ومن ذلك قوله تعالى: ((وماكان لبشرٍ أن يكلمه اللهُ إلاّ وحياً أو منْ وراء حجابٍ، أو يرسلَ رسولاً))، فقرئ رفعا ونصبا، فمن رفع، فعلى معنى: أو هو يرسل. ومن نصب فعلى إضمار "أن". ولايجوزأن تكون عاطفة على أن يكلمه الله، لأن في ذلك إبطال الرسالة، وذلك أن التقدير يصير: وماكان لبشر أن يكلمه الله، ولاكان لله أن يرسل رسولا وهذا فاسد كما ترى.
    وتكون زائدة نحو قولك: كنت ولاشيء لك.
    واختلفت العلماء في قوله: ((حتى إذا جاءُوها وفُتِحَتْ أبوابها)).
    فذهب المبرد إلى أن الواو زائدة، والتقدير: حتى إذا جاءوها، فتحت أبوابها.
    وأنشد:
    فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
    بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
    قال: والمعنى: فلما أجزنا ساحة الحي انتحى، والواو زائدة، واعتفى الخليل من الآية، والقول فيها.وتكلم على البيت، فقال: جواب لمّا محذوف، والتقدير: فلما اجتزنا ساحة الحي خلونا ونعمنا، ويجيء على قوله أن الجواب في الآية محذوف. والتقدير: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، فازوا ونعموا.
    وذهب بعض المفسرين إلى أن الواو هاهنا تدل على أن للجنة ثمانية أبواب، قال: لأن العرب تستعمل الواو فيما بعد السبعة، واحتجّ على ذلك بقوله تعالى: ((ويقولون سبعةٌ وثامنُهم كلبُهُمْ)).
    وكان علي بن عيسى يصحح هذا القول، ومما يؤنَس به قولُه تعالى: (( التَّائبُون، العَابدُون، الحَامدُون، السَّائحُون، الرَّاكعُون، السَّاجدُون، الآمرونَ بالمعرُوف والنّاهُون عن المنكر)).
    ومثله: ((عَسَى ربُّه إنْ طلّقكنّ أنْ يُبْدلَه أزواجًا خيراً منكنَّ، مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ، ثيّباتٍ وأبكاراً)).
    وفتحت الواو على مايجب في الحروف الأحادية، وماسوى هذه من الحروف الأحادية، ليس هذا موضع تفسيرها.

    يُتبَع بإذن الله
    .................................


    منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

  6. #26
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    بسم الله الرحمــن الرحيم

    الحروف الثنائية

    أل

    فمنها"أل" وهي حرف من الهوامل، وإن كان يختصّ الاسم، لأنه مع مادخل عليه كالشيء الواحد. ولها مواضع:
    أحدها: أن تكون لتعريف العهد كقولك: جاءني الرجل، إذا أردت واحداً بينك وبين المخاطب فيه عهد.
    والثاني: أن تكون لتعريف الجنس، وذلك نحو قولك: أهلك الناسَ الدينارُ والدرهمُ. والملَك أفضل من الإنسان، ومنه: ((والملَكُ على أرجائها))، (( واللهُ يعلمُ المفسدَ من المصلِح))، ومنه: ((إنّ الإنسانَ لَفِي خُسر)). كل ذلك لايراد به شيء بعينه، وإنما يراد به الجنس، وهو واحد يدل على أكثر منه.
    والثالث: أن يكون عوضا، وذلك على ضربين:
    أحدهما: أن تكون عوضا من الهمزة، وذلك في اسم الله عز وجلّ، الأصل فيه: إلاه، فحذفت الهمزة حذفا على غير قياس، وعوض منها "أل"، هذا أحد قولي سيبويه، وكذلك قال الفرّاء، إلاّ أنه جعل الهمزة قياسا والأصل عنده: الإلاه، ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصار اللاه، فالتقى المثلان، وهما اللامان، فأسكنت الأولى، وأدغمت في الثانية، فقيل: الله.
    والقول الثاني من قول سيبويه، أن الأصل "لاه" ثم دخلت "أل"التعظيم والتفخيم، واستدلّ على ذلك بقول بعضهم: لاه أبوك، وقال ذو الإصبع:
    لاه** ابن عمك لاأفضلت في حسب
    عني، ولاأنت دياني فتخزوني
    يريد الله، واستدلّ أيضا بقول بعضهم: لهي أبوك، يريدون: الله. فعلى هذا القول، تكون الألف التي قبل الهاء، وبعد اللام منقلبة عن الياء التي هي عين، وعلى القول الأول تكون زائدة بمنزلة ألف كتاب وعماد.
    والثاني: أن تكون عوضاً من ياء النسب، وذلك نحو قولهم اليهود والمجوس، والأصل يهوديون ومجوسيون، فحذفت ياء النسب، وعوضت منها "أل"، ويدل على ذلك أن يهود ومجوس معرفتان، قال:
    أُحار ترى بُرَيقاً هبّ وَهنا
    كنارِ مجوسٍ تستعر استعارا
    وقال الآخر:
    فرت يهودُ، وأسلمتْ جيرانها
    صمِّي لما فعلت يهودُ صَمامِ
    وفي الحديث:
    ""فخرجت يهودُ بمساحيها، فقالت: محمد والْخميس"".
    ومن هذا قول الشاعر:
    والتّيم ألأَمُ من يمشي وألأمهم
    ذهل بن تيمٍ بنو السود المدانيس
    وإنما هو: تيميون.
    والثالث: أن تكون بمعنى"الذي"، وذلك قولك: القائم عندك زيد، أي الذي قام. ويكون في المؤنث بمعنى"التي"نحو "القائمة عندك هند"، ولابدّ لها من صلة، وهي توصل بكل جملة يحسن فيها الصدق والكذب، ولايدخل إلاّ على اسم الفاعل، وقد اضطرّ الشاعر فأدخلها على الفعل المضارع، وذلك نحو قوله:
    فيستخرج اليربوع من نافقائه
    ومن بيته ذي الشيخة اليتقصّع
    وقال: يقول الخنا، وأبغضُ العجم ناطقاً
    إلى ربّنا صوت الحمار اليُجدَّعُ
    ومثله:
    ماأنتَ بالحكم الترضى حكومته
    ولا الأصيل ولاذي الرأي والجدل
    وهذا من أقبح الضرورات، ولايجوز استعماله في سعة الكلام.
    والرابع: أن تكون زائدة، وذلك على ضربين:
    أحدهما: أن تكون زيادتها لازمة، وذلك كنحو زيادتها في الذي، والتي، والأصل ليت، وليستا للتعريف، لأنهما يتعرفان بالصلة كما يتعرف من، وما. وإنما زيدت هاهنا ليكون الذي والتي على مايجب في الصفات من إثبات أل.
    ومن ذلك زيادتها في الآن، وليس متعرفا بها، وإنما يتعرف بأخرى، ولذلك بني، لأنه يضمن معناها.
    والثاني: أن تزاد، ولاتكون زيادتها لازمة، وذلك نحو مايحكى من قول بعضهم: عشر الدرهم، الأولى للتعريف، والأخريان زائدتان، ومن هذا قول الشاعر:
    أما دماءٍ ماتزال كأنها
    على قنّة العزى وبالنّسر عندما
    إنما هو نسر، قال الله تعالى: ((ولايغوث ويعوق ونسرا)).
    وأما دخولها في نحو الحسن والحسين والقاسم والحارث والضحاك والعباس، فقال الخليل: دخلت لتجعله الشيء بعينه، يريد أن هذه الأسماء صارت بمنزلة الصفات الغالبة نحو: الْصّعِق والسماك، وماأشبه ذلك.
    وحرف التعريف عند الخليل"أل" بكمالها، وكان يمثلها بقد، وهمزتها عنده همزة قطع، وإنما وصلت لكثرة الاستعمال.
    وقال سيبويه: اللام وحدها حرف التعريف، والهمزة دخلت ليتوصل بها إلى النطق بالساكن، واستدلّ أصحابه على ذلك بنفوذ الجر إلى مابعدها، وبأنها في مقابلة التنوين، فكما أن التنوين حرف واحد، فكذلك اللام لأنها تقابله، وذلك أنه يدل على التنكير، كما تدل اللام على التعريف.
    واحتجّ أصحاب الخليل بأنها تثبت مع حرف الاستفهام كما تثبت همزة القطع، وأنهم قطعوها في قولهم: ياألله.
    ولكل واحد منهما احتجاج أكثر من هذا يطول ذكره، إلاّ أن ماذكرناه أقوى ما يحتجّ به لهما.

    يُتبَع بإذن الله
    .................................

    ***(أي: لله درّ ابن عمّك(....))


    منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.



  7. #27
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.45

    افتراضي

    غاليتي أسماء :

    شكرا لهذا المجهود الرائع ..

    بارك الله فيك ، وألبسك ثوب الصحة والعافية

    لك خالص حبي وودي المعطر بأنقى العطور مع باقة من الياسمين

  8. #28
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحيـة مكتوبة بالرحيق

    الغالية سحر الليالي،

    خالص امتناني وشكري على مرورك العبِق عبَق روحك...
    شكرا لكِ..
    وتقبّلي مني خالص التقدير والتحايا
    وألف باقة من الورد والمطـر

  9. #29
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    بسـم الله الرحمـن الرحيـم


    أم

    ومنها أم: وهي من الحروف الهوامـل، لأنها تدخـل على الاسم والفعل، تكون عديلـة لألف الاستفهام، وهي معها بمنزلة أي، وذلك قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ والمعـنى: أيهما عندك؟ والجواب يكون بالتعيين، وذلك أن تقول: زيد، إن كان عندك زيد، وعمرو إن كان عندك عمرو.
    وتكون عديلة لألف التسوية، نحو قولك: ماأبالي أقمت أم قعدت، وسواء عليّ أغضبت أم رضيت. قال الله تعالى:((سواءٌ عليهم أأنذرتهمْ أمْ لم تنذرهُمْ)).
    وأصل ألف الاستفهام التسوية، لأنك إنما تستفهم لتستوي أنت ومن تستفهمه في العلم. وتكون قطعا يقدر ببلْ مع الهمزة، وذلك نحو قولك: أزيد عندك أم عمرو؟ والمعنى، بل أعندك عمرو. ومنه قوله تعالى:
    ((أمْ يقولونَ افتراهُ))، والتقدير: بل يقولون افتراه.
    وقد يأتي في الخبر، وذلك نحو قول العرب: إنها لإبـل أم شاء، وذلك أنه رأى أشباحاً فقال: إنها لإبل متيقنا، ثم بان له أنها ليست بإبل، فأضرب عن ذلك فقال: أم شاء على معنى بل هي شاء.
    وتأتي للتعريف، وهي لغة هديل، يقولون: جاءني أم رجل، ورأيت أم غلام، قال الشاعر:
    ذاك خليلي، وذو يعاتبني
    يرمي ورائي بامسهم وامسلمة
    يريد: بالسهم والسلمة، وذو بمعنى الذي في لغتهم. وفي الحديث: ليس من امبر امصيام في امسفر، يريد: ليس من البر الصيام في السفر. وقد رواه قوم هكذا، وهذا لايكون تناقضا، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكلّم كل قوم بلغتهم، فيجوز أنه خاطب قوماً هكذا، وخاطب الآخرين على الوجه الآخر.
    ومن كلام أبي هريرة لما حوصر عثمان: طاب امضرب وحل امقتال.
    ومن الناس من يجعل هذه الميم بدلاً من اللام لكثرة اللام في ذلك، وقلة الميم، ومنهم من يجعل ذلك لغتين، لأن الذين يقولون هذا، لايقولون ذلك.

    يُتبَع بإذن الله
    .................................



    منقـــول من:"كتاب معانــي الحـروف" لمؤلفه أبي الحسـن علي بن عيسـى الرّمانـي النحـوي (296-384ه) . حققه وأخرج شواهده، وعلّق عليه، وقدّم له، وترجم للرمّاني، وأرّخ لعصره: د.عبد الفتاح اسماعيل شلبي. دار نهضة مصر للطبع والنشر/ القاهرة.

  10. #30
    الصورة الرمزية إبراهيم الشريف شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : ليبيا
    المشاركات : 144
    المواضيع : 20
    الردود : 144
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أسماء

    السلام عليكم

    كعادتك .. تختارين مواضيعك بكل عناية وتميّز

    جزاك الله خيراً

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة