أَحَادِيثُ أُمِّي
الطويل
أَحَادِيثُ أُمِّي دُونَهَا عُقَدُ السِّحْرِ أَحَادِيثُ مِيعَادٍ كَرَيْحَانَةِ الزَّهْرِ
أَمَا إِنَّهَا الأَحْلاَمُ فِي وَكَنَاتِهَا تُقَلِّبُ آهَاتِي عَلَى سَاحِلِ الْعُمْرِ
وَلَمْ تُرِنِ الأَيَامُ حُبّاً أَسَرَّنِي فَسَلَّيْتُ نَفْسِي بِالْقَرِيضِ وَ بِالْبَحْرِ
رَعَى اللهُ ذِكْرَى فَارَقَتْنَا عَزِيزِةً طَوَتْهَا الْلَيَالِي فِي الْجَوَانِحِ كَالْجَمْرِ
لَقَدْ صَافَحَتْنِي فِي هَوَاهَا قَوَافِياً مُعَطَّرَةَ الأَبْيَاتِ ، طَيِّبَةَ الذِّكْرِ
وَ أَوْقَدْتُ بِالسِّلْوَانِ نَاراً جَدِيدَةً وَلَيْسَ يَرُوقُ الْحُبُّ إِلاَّ مَعَ الْعُسْرِ
وَ زَهَّدَنِي فِي الْوَصْلِ مَعْرِفَتِي بِهَا وَ مِنْ دُونِهَا ضِيقُ الدُّرُوبِ عَلَى الصِّدْرِ
فَيَا أَسَفِي أَلاَّ أُطِيقَ صَبَابَةً وَ إِنَّ جُنُونَ الْحُبِّ يُضْرَمُ بِالصَّبْرِ
وَ لَمْ أَرَ هَذَا الصَّبْرَ إِلاَّ مَذّلَّةً تُقَاذِفُهَا الأَهْوَاءُ فِي رَاحَةِ الدَّهْرِ
وَ كَانَ فُؤَادِي لِلْحِسَانِ مَطِيَّةً وَ لَكِنْ حَيَائِي مِثْلَ فَائِحَةُ النَّشْرِ
وَ مَازِلْتُ أَطْوِي الْعُمْرَ فِي كُلِّ سَابِحٍ يُبَلِّغُنِي بَيْنَ الْفَرَاقِدِ وَ النَّسْرِ
أَحَادِيثُ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحِبَّتِي غَرَائِبُ لا تُغْنِي عَلِيلاً وَ لاَ تُبْرِي
طرابلس 2014.04.26