|
يَا حَرْفُ جِئتُكَ مُشْتَاقَاً وَظَمْآنَا |
فَارْوِ الْفُؤادَ بِمُزنِ الْبَوْحِ ألْوِانَا |
أتَيْتُ أبْحَثُ عَنْ كُنْهِي وَعَن نَسَبي |
فازْددتُ تِيهاً وَصَارَ الشُّهْبُ مَيْدَانا |
بَذَرْتُ عِشْقِي بِعُمْقِ الرُّوحِ فَانْسَكَبَتْ |
خَمَائلُ الرُّوحِ أشْوَاقاً وَأشْجَانَا |
هَذَا أنَا جَدِيَّ الفَارُوقُ بَلْ مَدَدِي |
سَعْدٌ وَعَمْروٌ وَسَيْفُ اللهِ فُرْسَانَا |
وَلِي أنَا فِي بِقَاعِ الأرْضِ مِدْرَسَةٌ |
تُحَطِّمُ الظُّلْمَ تَبْنِي العَدْلَ مِيزَانا |
حَرَّرْتُ كُلَّ بَنِي الإنْسَانِ مِنْ صَنَمٍ |
نَشَرْتُ طُهْراً وَتَعْلِيماً وَ إيمَانَا |
حَلَّقْتُ فَوْقَ رُبَى البُلْدَانِ مُتَّشِحَاً |
عَدْلاً وَنُورَاً وَهَدْيَ اللهِ قُرْانَا |
لَكِنْ صَحَوْتُ فَإذْ بِالْوضْعِ مَحْضُ أسَىً |
قَتْلاً وَخَسْفَاً وَتَشْرِيداً وَنِيرَانَا |
هَذِي دِمَشْقُ بِنِيرَانِ الْعِدَى حُرِقَتْ |
وَألْقِمَتْ مِنْ لَظَى الطُّغْيَانِ بُرْكَانَا |
قَدْ كَانَ يُقْطَفُ مِنْ أَشْجَارِها ثَمَرٌ |
وَاليَوْمَ تُصْنَعُ تَابُوتَا وَأكْفَانَا |
وَقَدْ أحِيلَتْ دُمَى الأطْفَالِ أسْلِحَةً |
تَبِيدُ شَعْبَاً وَأنْهَاراً وَبُسْتَانَا |
فَوْقَ الْمَآذِنِ تُشْجِينِي حَمَائمُها |
وَالْيَوْمَ أسْمِعُ أناتٍ وَأحْزَانَا |
(وَمَجْلِسُ الأمْنِ لا أمْنٌ وَلا ثِقَةٌ) |
يَزِيدُنَا فِي خِضَمِ القَتْلِ خُذْلانَا |
طَوَّفْتُ بِالشَّامِ وَالأحْيَاءُتَسْألُنِي |
هَلِ اسْتَحَالَتْ أُسُودُ الْعُرْبِ حُمْلَانَا؟ |
تَجَمَّعَ السُّؤْلُ وَالآهَاتُ مِلْءَ فَمِي |
وَالدَّمْعُ تَقْذِفُهُ الْآلامُ هَتَّانَا |
أرْضُ الْعُرُوبَةِ قَدْ عَمَّ الظَّلَامُ بِهَا |
وَاسْتَفْحَلَ الشَّرُ- صَارَ الظُّلْمُ عِنْوَانَا |
فِيمَ التَّشَرْذُمُ وَالأهْدَافُ وَاحِدةٌ |
وَالدِّينُ يَجْعَلُنَا فِي اللهِ إخْوَانَا |
أوَاصِرُ الدِّينِ أقْوَى مِنْ نَوَازِعِنَا |
فَكَيْفَ نَرْضَى بِهَذَا الذُّلِّ أزْمَانَا |
وَرُغْمَ عُمْقِ الْمَآسِي فَالرَّبِيعُ أتَى |
بِثَوْرَةٍ تَنْفُثُ الْآهَاتِ بُرْكَانَا |
نُرِيدُهَا ثَوْرَةً عُظْمَى تُحَرِرُنَا |
وَنَسْتَعِيدُ بِهَا مَجْداً وَسُلْطَانَا |
وَيُنْشِدُ الْحَقَّ فِي فَجْرِ الْخُلُودِ فَمٌ |
مَازَالَ مُزْدَهِيَاً بِالشِّعْرِ مُزْدَانَا |
يَاأيُّها الْحُلُمُ الْمَوْؤُدُ فِي وَطَنِي |
سَيَنْبُتُ الْفَجْرُ بِالْآمَالِ رَيَّانَا |