غدير
شعر: محمد النعمة بيروك
يا أيُّهَا المَاضي الذي فـي حاضِـرِهْ هلْ فيكَ مـا يُعْطـي الزّمـانُ لناظِـرِهْ مِلــيـُـــــونُ عـــــــــامٍ كـالـرّذاذِ تـبـخّـرتْ مـا كـانَ أحـلـى مــا يُــرى بِبَشـائِــــــرِهْ حــبٌّ كــدرب الأرض فــي نَفـحـاتِـه بــــديّــــارهِ وشِــعـــابـــهِ ومَــــحــــاورِهْ مَــا زالَ يـذكُـرُ وجـهـهـا فـــي تُـربِــهِ حــتّـــى تـمـنّـعـهَــا يــــــراهُ بـــواعِـــرِهْ تـلـكَ العـيُـونُ عـيـونُ مــاٍءٍ دافــقٍ والـشَّـعْـرُ أسْـمــالُ النّـخـيـلِ بــآخــرِهْ والَبشْـرةُ البيضـاءُ شـمـسُ غَـديـرِهِ والَبْسـمـةُ الغـنّـاءُ بـعــضُ مـنـاظـرِهْ تَـتَـرَقْـرقُ الأنـهــارُ فــــي جــبــلٍ إذا مّا الْجِيدُ يلمعُ في الدُّجى بأساورِهْ يهـفُـو إلـيـهـا عـاشـقـاً فـيَــرى بِـهَــا كـــلَّ الــزّمــان بـصـحْــوِهِ وبـمـاطــرِهْ ويــرى بخَـلْـقِ اللهِ بـعـضَ سِمَاتِـهـا فــيــحــبُّــهُ بـفــقــيــهِــهِ وبِـــفـــاجِـــرهْ تَــــــرَكَ الــمــكــانَ بـــذاتِـــهِ لــكــنّـــهُ مــــازال فــيـــهِ بـقـلْـبِــهِ ومَـشَــاعــرِهْ مَـــــا زالَ يَـقــرَأهَــا كـتــابــاً لــلــنَّــوَى يـأتـيـه لــفّــاً لاصــقًــا فــــي طــائــرِهْ يتقمّـصُ الـنّـورَ الــذي فِــي كُنـهِـهِ لِـيـقـومَ يزهُـو والـهَـوَى فِـــي سَــائِــرِهْ حَتّـى تَمَـادى فـي النّسيـبِ فخـانَـهُ كـــلُّ الـكَــلامِ ولـــمْ يُـجِــبْ لأَوامِــــرِهْ فتلـومـهُ فــي الغـيـد قـبـل وصـالـهـا لومـا كمـا الأنسـام لـيـس بضـائـره لــمّـــا أتــاهـــا شــاعـــراً مُـتـشـاعــرا نــسِــيَ الـقـصـائَـد كـلَّـهــا بـدفـاتــرِهْ لــمْ يـبـقَ منـهـا غـيـرُ بـيْـتٍ واحـــدٍ ما زالَ يصْدَحُ كالصّدى في خاطرِهْ قـدْ يُشتهـى كــأسُ النّبـيـذِ بطعْـمِـهِ لـكـنّـمـا أحــــلاهُ مَـــــا فـــــي آخِـــــرِهْ
...................
غدير
يا أيُّهَا المَاضي الذي فـي حاضِـرِه
ْهلْ فيكَ مـا يُعْطـي الزّمـانُ لناظِـرِهْ
مِلــيـُـــــونُ عـــــــــامٍ كـالـرّذاذِ تـبـخّـرتْ
مـا كـانَ أحـلـى مــا يُــرى بِبَشـائِــــــرِهْ
حــبٌّ كــدرب الأرض فــي نَفـحـاتِـه
بــــديّــــارهِ وشِــعـــابـــهِ ومَــــحــــاورِهْ
مَــا زالَ يـذكُـرُ وجـهـهـا فـــي تُـربِــهِ
حــتّـــى تـمـنّـعـهَــا يــــــراهُ بـــواعِـــرِهْ
تـلـكَ العـيُـونُ عـيـونُ مــاٍءٍ دافــقٍ
والـشَّـعْـرُ أسْـمــالُ النّـخـيـلِ بــآخــرِهْ
والَبشْـرةُ البيضـاءُ شـمـسُ غَـديـرِهِ
والَبْسـمـةُ الغـنّـاءُ بـعــضُ مـنـاظـرِهْ
تَـتَـرَقْـرقُ الأنـهــارُ فــــي جــبــلٍ إذا
مّا الْجِيدُ يلمعُ في الدُّجى بأساورِهْ
يهـفُـو إلـيـهـا عـاشـقـاً فـيَــرى بِـهَــا
كـــلَّ الــزّمــان بـصـحْــوِهِ وبـمـاطــرِهْ
ويــرى بخَـلْـقِ اللهِ بـعـضَ سِمَاتِـهـا
فــيــحــبُّــهُ بـفــقــيــهِــهِ وبِـــفـــاجِـــرهْ
تَــــــرَكَ الــمــكــانَ بـــذاتِـــهِ لــكــنّـــهُ
مــــازال فــيـــهِ بـقـلْـبِــهِ ومَـشَــاعــرِهْ
مَـــــا زالَ يَـقــرَأهَــا كـتــابــاً لــلــنَّــوَى
يـأتـيـه لــفّــاً لاصــقًــا فــــي طــائــرِهْ
يتقمّـصُ الـنّـورَ الــذي فِــي كُنـهِـهِ
لِـيـقـومَ يزهُـو والـهَـوَى فِـــي سَــائِــرِهْ
حَتّـى تَمَـادى فـي النّسيـبِ فخـانَـهُ
كُـــلُّ الـكَــلامِ ولـــمْ يُـجِــبْ لأَوامِــــرِهْ
فتلـومـهُ فــي الغـيـد قـبـل وصـالـهـا
لومـا كمـا الأنسـام لـيـس بضـائـره
لــمّـــا أتــاهـــا شــاعـــراً مُـتـشـاعــرا
ًنــسِــيَ الـقـصـائَـد كـلَّـهــا بـدفـاتــرِهْ
لــمْ يـبـقَ منـهـا غـيـرُ بـيْـتٍ واحـــدٍ
ما زالَ يصْدَحُ كالصّدى في خاطرِهْ
قـدْ يُشتهـى كــأسُ النّبـيـذِ بطعْـمِـهِ
لـكـنّـمـا أحــــلاهُ مَـــــا فـــــي آخِـــــرِهْ