شرُّ الحياةِ بجهلِها
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
ما كلُّ شيءٍ في الأيادي مغنـمُ.
إنَّ المنايا بالضغينةِ تنعـــــــــمُ.
وهواجسي ملكتْ حياتي حجّـةً،
أنَّ البعيدَ عن الإجابةِ أبكـــــــمُ.
فرميتُ أوراقي على أكذوبـــةٍ،
فاستأثرتْ أشواقُها ما يكْلــــــمُ.
يا ليتني أفضي لما حرقَ الجوى،
تسمو الأمورُ بصدقِها، أو تكتمُ.
لا فاعلاً بعد انفعالٍ ناجحـــــــاً،
لا عارضاً بعد الكوارثِ يلهــمُ.
إنْ شئتَ أنْ تحيا فكنْ متسامحاً،
إن البغيضَ بســــجنِهِ لا يظلــــمُ.
مادامَ عقلُكَ من يسيّرُ دربَــــهُ،
كلُّ الصعابِ تهونُ أو تُسْتلْهِـــمُ.
علـّقْ فؤادَكَ بالقضاءِ فإنّـــــهُ،
من فسحةِ الخيراتِ فيضاً يغنــمُ.
فالسيفُ قبلَ اللمْعِ يسكنُ غمــدَهُ
والجهلُ يكرهُ ما الحقيقةُ تعلـــمُ.
هَدَرَ الزمانُ بسطوهِ مترنِّحـــــاً،
وطوى السبيلَ مخادعٌ، فبكى الدمُ.
واستشعرتْ أيقونتي لخيانــــــةٍ،
عاثتْ فســــاداً ذلّــــــــةٌ تترنّــــمُ.
واستنفرتْ أحلامُنا خلفَ الغوى،
رقصتْ على الأجسادِ روحٌ تندمُ.
وبكتْ رواسيها لتندبَ عيشَهـــا،
لكمُ الترابُ ملاذكمْ أن تفهمـــوا.
كــلُّ الذي يُغني بلحظــــةِ ثورةٍ،
يتباركُ الشيطانُ منهُ،يسلــــــمُ.
تبقى سجيناً في هوائك تائهـــاً،
خيرُ العطايا ما تصانُ، وتفهــمُ.
تلكَ الثيابُ وإنْ تغطّي جسمَنا،
فالقبحُ في الأعماقِ يبقى الأعظمُ.
شـــرُّ البليّةِ ما يغرّرُ نفسَـــــــهُ،
ويقودُكَ الوسواسُ أنتَ المرغـمُ.
تحتَ الغطاء ِجمالُنا متأصّـــلٌ
وفحاشةٌ إنْ أوقعتْ بـــــــكَ تغرمُ.
إنْ جاءَكَ الأفـّاقُ دونَ درايـــةٍ،
فاخلصْ لردٍّ في الضميــرِ يعصّمُ.
وجهـــــنّمُ الموعودُ، من روّادُهُ؟!
نحنُ الوقودُ، النارُ منّا تضــــرمُ.
إنْ كنتَ تعملُ للحياةِ، فلا تخفْ،
واعملْ ليومٍ، أنتَ فيهِ تُرحــــــــمُ.
إن َّ الجمالَ الظاهريَّ خديعـــةٌ،
وجمالُ نفسٍ زانَـه ُمن يلثـــــــمُ.
دربُ الكلامِ إلى المدى متطايــرٌ،
من يطرقُ الوجدانَ نفْحاً يخـــدمُ.
وإذا كلامُكَ في الحقيقةِ ناقصٌ،
فاعلمْ بأنّكَ مذنبٌ ما تحكــــمُ.
وإذا يقينُكَ بالمشيئةِ كامــــــلٌ،
فاعلم ْبأنَّـكَ ظافرٌ ما تحلــــــــمُ.
لا ظلمَ في العلياءِ لا أرجوحةً،
فالحدُّ حدٌّ، والكريــــــمُ يكّرمُ.
والظالمُ المخدوعُ في طغيانـِـهِ،
سينالُ ما صنعتْ أيادٍ توهـــمُ.
والذنْبُ يرجعُ نحو صاحبِهِ غداً،
والحقُّ عندَ عدالةٍ لا تظلـــــمُ.
كلُّ العطاءِ جوابُهُ.. أفعالُـــهُ،
فافعلْ لخيرٍ، والثـوابُ مفخَّمُ.
وإذا بنيتَ البيتَ فابن ِ أساسَهَ،
إنّ البناءَ على الهشاشةِ يهــدمُ.
وإذا قصدتَ الفعلَ فاقصدْ ربّنا،
إنّ النوايــــا خيرها يتبسَّــــــمُ.
والقتلُ في يدِ قاتلٍ أضحوكـةٌ،
وقتيلُهُ في رحمةٍ يتوسّـــــــمُ.
لا خيرَ في عمْلٍ يدانُ لفعلـِـهِ،
سترى العدالةَ في النهايةِ تحكـمُ.
شرُّ الحياةِ بجهلِها وظلامِهـــا،
نورُ الحقيقةِ في التفاضي يبصـمُ.
فاجعلْ لدنياكَ انتصاراً مدركاً،
( إنَّ اللبيبَ من الإشارةِ يفهـمُ).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
2003