1
أيّها العصفورُ مَهْلا ً
أيّها الطيرُ الحَزينْ
لاتخَفْ منّي فإنّي
جرحُ شَوقٍ وحَنينْ
جرحُ مَنْ كانوا وصاروا
خلفَ ساحاتِ اليقينْ
نارُ دُنيا منْ لظاها
أحْرَقتْني في الجبينْ
مِثلُكَ قلبي يُعاني
مِنْ أذى غدرِ السنينْ
منْ نُسورٍمنْ أفاعي
منْ أناسٍ ظالمينْ
إنْ أتوا فالحزنُ يأتي
بصدى صوتِ الأنينْ
لاتَخفْ منّي فإنّي
إبنُ ماءٍ وابنُ طينْ
2
أنا ياعصفورُ كنتُ
طائراً فوقَ الأثيرْ
أعزفُ اللحنَ بقلبي
وَ بأحلامي أطيرْ
تحتَ جُنحي كانَ قلبي
نَوْلَ نَسْجٍ للعبيرْ
لاتخَفْ منّي فإنّي
لستُ صيّاداً مُغيرْ
لستُ عَبْداً أو مَعوزاً
لستُ مِنْ أهْلِ السّديرْ
وسلاحي كانَ حَرفي
كمياهٍ في غَديرْ
نحنُ في الدّنيا كلامٌ
مِنْ شَهيقٍ مِنْ زَفيرْ
لاتَخفْ مَنّي فإنّي
دمعةٌ فوقَِ السّعيرْ
3
ياصديقَ الحُزنِ جِئتَ
مِنْ صَدى ذِكرى الدّماءْ
يومَ كُنتَ زُغْبَ ريشٍ
عَينُكَ نحوَ السّماءْ
لِغَدٍ ترجوهُ لَحناً
لِحياةٍ مِنْ ضِياءْ
إذ رأيتَ النّسرَ يهوي
كاتباً يُتْمَ القضاءْ
وعَرَفْتَ الحزنَ لمّا
غابَ مَنْ كانَ العطاءْ
بقيَتْ أمٌّ تُعاني
منْ فراقٍ منْ بَلاءْ
نسَجَتْ حُلْما ً وغطَّتْ
وَجهَ آلامِ الشَّقاءْ
أطعمَتْكَ ورَوَتْكَ
مِنْ حنانٍ مِنْ غِذاءْ
بينَ دَمْعاتٍ وشُكر ٍ
نَقَلتْكَ للهواءْ
وانطلَقْتَ نحوَ دُنيا
سالكا ً دَرْبَ البَقاءْ
فَبَنَيْتَ العشَّّ قشّا ً
وتَحدَّيْتَ الفَناءْ
خِفْتَ مِنْ سُمِّ الأفاعي
تحتَ أنيابِ الحَياءْ
وَعَرَفْتَ النّاسَ تُخفي
مَكْمناً تحتَ الرّياءْ
فَرَسَمْتَ الكونَ بحراً
فيهِ موتٌ فيهِ ماءْ
كيفَ لاتَخشى وأنتَ
جرحُ أرضٍ وسماءْ
فَلتَخَفْ منّي لأنّي
بَشَرٌ وابنُ الدِّماءْ
---------------------------------------------