.. ولسوف أمضي
جثم السكون على حروف المحبرة
والصمت ران ؛ فكل وجه مقبرة
قابيل يحتكر الحقيقة دائما
ويظل وحش الزيف ينشب إظفره
يعقوب يسأل والقميص ملطّخ
والإفك يزجي في الرواية عسكره
ديك يؤذن في السكون ومكة
من عُجمة الأصنام ترجو المغفرة
وكأنها يوم الكريهة جرهم
بين الحجون إلى الصفا متقهقرة
إني سئمت العيش بين دفاتر
وقصائد منذ البداية مقفرة
الموت مزمار الحياة وحرفها
نبغيه أخرس وهو يهوى الثرثرة
ما زال يتلونا حروفَ قصائد
لا ، لا يملّ ولا تبح الحنجرة
وكأننا ورق الخريف معلّق
والريح تعزف في المدى مستنفرة
ولسوف أمضي كالحريق مخلّفا
بعد البريق سحابة من غرغرة
قلمي تمرد منكرا رق النها
ية ، باقيا أبدا يغني أسطره
يا موكب الموت الرهيب : قصيدتي
ستظل بعدي كالليالي المقمرة
ويظل حرفي رغم أنفك نابضا
متأملا جسر البقاء ليعبره
ويظل بوح الشهرزاد مؤجِلا
بقصيدة أخرى سيوف المقدرة
من مجموعتي الشعرية : المزامير الأخيرة