إلى روح الشهيد ثامر يحيى رسام
ثامر .. شاب عمره 19 عام .. أحد جرحى ثورة الشباب في اليمن 2011م ..
تم اختطافه من قبل القوى الأمنية بعد مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت من تعز لصنعاء .. وبعد ستة أشهر أطلق سراحه .. وهو مشلول الأطراف مقطوع اللسان .. لا يملك إلا ابتسامته البريئة التي يواجه بها مرتادي ساحة التغيير..
بعد ثلاث سنوات مما يسمى نجاح ثورة التغيير .. أجمع الأطباء على أن الجريح الشاب ثامر يحتاج للعلاج في الخارج ولكن التجاهل والإهمال كان نصيبه حتى وافته المنية قبل أمس ... ولم يتلق من الدولة التي ثار من أجلها حتى قرص دواء!!!!
ما أقبحها من ثورة وما أحلكه من ربيع
رحمك الله يا ثامر
...
وَجَعٌ تَبَسَّمَ فَوقَ أَنقَاضِ الوَجَعْ
لحنٌ وأُغنيةٌ.. وَإِفكٌ مُتَّبَعْ
ومروءةٌ سُفِكتْ عَلى أَبوابِنَا
قَهرًا وَدمعٌ فِي مَحَاجِرنا اندَفَع
وَقَصَائدي الثَكلى وحرفٌ أرمل
فَوقَ السُّطُورِ يُرِيقُهُ حِبرُ الجَشَع
وَالخَوفُ خَارِطَةُ الحَيَاةِ وَدَربُها
والصّمتُ جُوعٌ يقَتفي أَثرَ الشَّبَع
وَالليلُ أَوسَعُ مَا يَكُونُ بِضِيقِهِ
وَالحُزنُ أَضيَقُ مَا يَكُونُ إذا اتَّسَع
يَا ثَامِرَ الأَحلَامِ .. خَلفَكَ أُمَّةٌ
هَانَت .. وَدَانَت للسَّرَابِ المُختَرَع
غَادَرتَهَا وَتَرَكتَ فيهَا غُصَّةً
لِلموتِ فِي أَلَمٍ تُرَاوِدُ مُجْتَمَع
نَبكِيكَ.. نَبكِينَا.. فَأَنتَ الحَيُّ فِي
أَيَّامِنَا.. وَالمَوتُ يَملَؤُنَا هَلَع
ثَارَ الفَسَادُ عَلَى الفَسَادِ وَلَم نَزَلْ
طَمَعًا تَفَنَّنَ فِي مُجَاهَدَةِ الطَّمَع
نَبكِي دَمَامَةَ ثَورةٍ لَم تُبقِ مِن
ثَوبِ الكَرَامَةِ فَوقَ عَورَتِها قِطَع
مختار..