الْعُمَرِيُّ : رُوحٌ يَقْطُنُهَا وَطَنٌ
الإخوة الكرام ، والأخوات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعديشهد الله سبحانه وتعالى ، أني لم ألتقِ الدكتورَ سميرًا العمريَّ ، ولم أعرفه إلا من خلال هذه الواحة المباركة ، ولم أشرف بتبادل الرسائل الخاصة معه ، وما كتبتُ عنه ما كتبتُ في هذه القصيدة التي بين أيديكم إلا من خلال قراءتي لشعره ، ونثره ، وتعليقاته ، وردوده المبثوثة في أفياء واحتنا الظليلة ، وما تنطق به ملامح وجهه النبيلة ، وما تحمل من سيما الصالحين - أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله رب العالمين - وما لمست فيه من حسن خلقه ، ودعمه وتشجيعه لمرتادي واحة الخير ، وأنا منهم إذ لمست هذا منذ أول نزول لي بها ، وأمسِ أثنى عليَّ أستاذُنا العمريُّ الشاعر الكبير ، ومنحني لقب (شاعر) وأنا ليس لي من الشعر في الواحة سوى أربع قصائد ، وإن كنت من المنتسبين إليها منذ ما يربو على أربع سنين ، ولكنني من المقلين جدا في نظم الشعر ، ولا أعدُّني في الشعراء ، فإن مطالب الحياة ، والسعي وراء المعاش ، يبعدانني عن كل ما أهوى وأحب ، وبخاصة الشعر والأدب ، فقد مات فيَّ كل هذا منذ تركت حياة الدراسة ، وتخرجت في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف ، ولعلكم تعجبون حين تعلمون أني لم أقرأ ديوانا بل بضع قصائد منذ أناخت مَشَاقُّ الحياة عليَّ بِكَلْكَلِهَا ، فضلا عن أن أكتب شعرا !!
ولا بد لي لكي أكتب شعرا من دافع قوي يدفعني إليه دفعا ، ويأطرني عليه أطرا ، وسبحان الله ! كلمات طيبة من شاعرنا العمري ، ومنحه لي لقب (شاعر) على قلة ما أنظم ، تدفعني لنظم هذه القصيدة على عَجَلٍ ، وبلا روية .
أعلم أن الدكتور العمري سيفاجأ بهذه القصيدة ، وما أرجوه أن تكون مفاجأة سارة لا غير ذلك .
سائلا الله سبحانه وتعالى أن تنال استحسانكم ، واستحسان من نظمت فيه ، وأن توفيه ولو بعض حقه .
وأرجو أن تلتمسوا لي العذر لو وقع فيها شيء من الخطأ ، وأن تبصروني به لأصححه ، ولكم الشكر والمحبة شعراءَ وأدباءَ الواحة الكرام .
أخوكم : ياسر عبد العزيز
الْفَضْلُ يَا (عُمَرِيُّ) أَنْتَ مَعِينُهُ وَالشِّعْرُ أَنْتَ غِنَاؤُهُ وَأَنِينُهُ أَ(سَمِيرَ) أَوْطَانٍ يَصُوغُ بَيَانَهُ كَأْسًا هَوَاهُ مِزَاجُهَا وَحَنِينُهُ يُضْحِي يُغَنِّي عِنْدَ نَصْرِ بِلَادِهِ وَلَدَى الْخَسَارَةِ يَسْتَفِيضُ رَنِينُهُ يَسْتَنْهِضُ الْمَوْتَى وَيَنْفُضُ عَنْهُمُ مَا رَانَ مِنْ يَأْسٍ تُمِرُّ سِنِينُهُ لَا يَعْرِفُ الْخِذْلَانُ أَيْنَ سَبِيلُهُ وَالضَّيْمُ غَرْقَى فِي إِبَاهُ سَفِينُهُ فَتَرَاهُ مِقْدَامًا إِذَا مَا رَاعَهُمْ جَيْشُ الظَّلَامِ وَإِنْ دَنَا سِكِّينُهُ أَسَدٌ يَكُرُّ إِذَا تَوَلَّى فَأْرُهُمْ هَذِي جُحُورُهُمُ وَذَاكَ عَرِينُهُ فَيَسُلُّ مِنْ دَمِهِ حُرُوفًا كَالْمُدَى تَغْتَالُ طُغْيَانَ الدُّجَى وَتُهِينُهُ الصِّدْقُ وَالْإِنْصَافُ حِبْرُ حُرُوفِهِ يَخْشَى الْإِلَهَ جَنَانُهُ وَيَمِينُهُ إِنْ يَخْلَعِ الشُّعَرَاءُ ثَوْبَ إِبَائِهِمْ طَمَعًا وَخَوْفًا يَسْتَعِزَّ جَبِينُهُ لِسِوَى الْعَزِيزِ إِلَهِنَا لَا يَنْحَنِي أَبَدًا وَلَا يَلْقَى الثَّرَى عِرْنِينُهُ الْعِزُّ كُلُّ الْعِزِّ أَنْ يَلْقَى الَّذِي سَوَّاهُ فِي ذُلٍّ فَيَسْمُوَ طِينُهُ الْحِلْمُ دَيْدَنُهُ ، وَخَفْضُ جَنَاحِهِ لِذَوِي الْخِلَافِ يَرُوقُهُ وَيَزِينُهُ الْعَدْلُ فِي أَقْوَالِهِ كَفِعَالِهِ شَهِدَ الْعَدُوُّ بِذَا وَصَاحَ خَدِينُهُ لَا عِشْقَ فِي دَمِهِ لِغَيْرِ مُجِيبِهِ وَلِغَيْرِ مَوْطِنِهِ ؛ فَذَاكَ وَتِينُهُ الْقُدْسُ وَالْأَقْصَى مِلَاكُ حَيَاتِهِ إِنْ يَأْلَمَا يَأْلَمْ وَيَبْقَ يَقِينُهُ أَنَّ الظَّلَامَ وَإِنْ عَلَا حِينًا يَدًا فَالنُّورُ بَاتِرُهَا وَتِلْكَ يَمِينُهُ لَمْ يُبْصِرِ الْعُشَّاقُ مِثْلَ غَرَامِهِ بَصُرُوا بِرُوحٍ وَالْبِلَادُ قَطِينُهُ أَبْلَى النُّهَى فِي عِشْقِ لَيْلَى شَاعِرٌ وَ(سَمِيرُنَا) صَدْقُ الْغَرَامِ رَزِينُهُ لَا غَرْوَ يَحْفَظُ عَقْلَهُ لِنِضَالِهِ بِالْحُبِّ يَقْوَى وَالرَّشَادُ يُعِينُهُ
شعر : ياسر عبد العزيز