وعد
تلْكَ الوُعودُ التي نُقِشَتْ على صَفحَةِ العُمُرِ ما زالتْ هناك، تسكُنُ حُلُمًا يَئِنُّ بِأَجنِحَةٍ مُتَكَسِّرةٍ، بَعدَ أنْ فَقَدَتِ الذِّكْرى أَلوانَها .
وَعلى الجانبِ البعيدِ حيثُ نَبَضَ القلبُ عَهْدًا بَعيدًا عن قَبضَةِ النّسيانِ، ما زالتِ الرّوحُ تَحْتَفِظُ بِصوَرٍ حاوَلَتْ تَمْزِيقَها فَتَمَزَّقَتْ هيَ .
في البدءِ كُنتَ أنتَ.. ولمّا كانَ الوجعُ هوَ النهايةَ خَطَفَ كُلَ شيءٍ مَعَهُ، ونَسِيَ حَنِيني يَنْزَعُ مِنّي لَحْنَ القلبِ، ولونَ النّهارِ.
أذرِفُ ذاكِرَتي المبتورَةَ على ناصيةِ الحُلُمِ؛ لِيَخْرُجَ ألفُ حرفٍ لا أفْقَهُ منها شيئًا، إلّا ذلكَ الوعدَ الذي رَحَلْتَ و تَرَكْتَهُ مصلوباً على خارِطَةِ عُمري .