|
الليلُ كهلٌ يستجيرُ بكُحلة![](clear.gif) |
والفجرُ يربضُ عند آخرِ ليلة |
تتقطّعُ الأنفاسُ في ذيلِ السُّرى![](clear.gif) |
والأفقُ منداحٌ يُباعدُ رِجلَه |
زيزُ البُغاةِ يؤزُّني بصفيرِه![](clear.gif) |
لا يستحي متطفلًا في حفلة |
ملأ الأثيرَ مُكاؤهم وجميعُهم![](clear.gif) |
باعوا الحمى بحمى هرقلَ كجَبْلة |
يا أيها النملُ ادخلوا لبيوتِكم...![](clear.gif) |
فَرّوا من الغازي كأعقلِ نملة! |
يا وطأةَ الغرباءِ شاقَ حذاؤكم![](clear.gif) |
فالنملُ يحْطِمُ بالقنابلِ أهلَه |
شبحٌ يُناولُني خضيبَ ردائهِ![](clear.gif) |
وأبٌ يسائلُني ويندبُ طفلَه |
والريحُ ثاكلةٌ بلا سكنٍ فما![](clear.gif) |
تنفكُّ نائحةَ الصدى تتولَّهْ |
ماذا تقولُ لظلِّها صفصافةٌ![](clear.gif) |
عن خائفٍ أكلَ التقوقعُ ظِلَّه؟ |
ماذا يقولُ الوردُ عن متعطشٍ![](clear.gif) |
لمّا يذقْ خمرَ الصباحِ وطَلَّه؟ |
كلُّ النجومِ تجسُّهُ بعيونِها![](clear.gif) |
تستقرئُ الأفكارَ تسبرُ عقلَه |
من أنت؟ يسألُني خيالٌ قابعٌ![](clear.gif) |
كالقِطِّ في رصَدٍ يُرقّصُ ذيلَه |
من أنت؟ قل ما زلتَ عندي مبهمًا![](clear.gif) |
ويعودُ مبتدئًا ليطرحَ سُؤلَه |
ويكادُ يفترسُ الجوابَ على فمي![](clear.gif) |
فأفرُّ منتفضَ الجوارحِ قبلَه |
كونٌ يغلفُه صفيحٌ ساخنٌ![](clear.gif) |
وأنا مَنوطٌ في جدائلِ نخلة |
متشوِّفًا لمدى الغُيوبِ كعاشقٍ![](clear.gif) |
أرخى مفاصلَهُ لآخرِ قُبلة |
والعتمُ يُمطرُني كشمعٍ حارقٍ![](clear.gif) |
ووضيءُ حلمي حاسرٌ ما بَلّه |
ثِقةً أراقبُ في مرايا لهفتي![](clear.gif) |
قمرًا يُؤثثُ في السماءِ محلَّهْ |
قتلوهُ؟ لا؛لم يقتلوهُ ومَن إذنْ![](clear.gif) |
في غيهبِ الميعادِ يشحذ نصلَه؟! |
أسطورةٌ؟ لا؛ بل سكينةُ عارفٍ![](clear.gif) |
لم يفتِلوا رغمَ الشكيمةِ حَبلَه |
كم قد مضى؟ وكلمحةٍ مرتدةٍ![](clear.gif) |
ستقولُ: أرضي لم تكن محتلة |
يا أيها الباكي لكبوةِ كوكبٍ![](clear.gif) |
بعضُ السنا يُفشي لعينِك كُلَّه |
يا أيها الكابي بأعينِهم متى![](clear.gif) |
تفترُّ عن فجرِ الحقيقةِ مُقلة؟ |
ها أنت تكتبُني ،تخُطُّ بجبهتي![](clear.gif) |
كمُزارعٍ جَلدٍ يُسطّرُ حقلَه |
ودواتُك الشرَيانُ لم ينضبْ دمًا![](clear.gif) |
فاغمسْ يراعَك وارْوِ فيه غِلَّه |
أرّخْ لميلادٍ يبعثرُ إرْبَهم![](clear.gif) |
ويطرّزُ الآفاقَ وَشْيَ أهِلّة. |