تستعد الشمس للرحيل ...يرتسم الشفق الأصيل على صفحات السحاب البيضاء يخرج من مقهى الانترنت ،الضحكات تخط ملامحاً تظهر لأول مرة على وجهه ..ينكسر الصمت !!
ليصل إلى الكلام المتسارع من روحه ...يصعد الحافلة إلى حيث سيكون اللقاء ...تمر أمامه رشيقة جميلة وأخرى بيضاء وأخرى تملك عينين زرقاوين لتشكل في خياله صورة ملكة جمال بثوب أسود مزخرف بالياقوت الأزرق وهكذا أخبرته أنها تحب اللون الأزرق أيضا..
تدغدغ أغنية كاظم الساهر(علمني حبك...) مشاعره المتأججة في صدره يطلب من السائق رفع الصوت...ينطلق بخياله إلى دراما اللقاء وملحقاته...يحفظ كلمات كاظم ليرددها على مسامعها حين يراها لأول مرة ..دقات قلبه تتصارع لينزل من الحافلة يدخل المحل الذي بجانب الحديقة يحتسي القليل من الماء ...
تنهيداته تعانق الهواء فالمجهول يشكل له رعباً متواصلاً,يتألم .. يصدر أنينا يتفحص ماهو؟!!ليرى أنه التردد الذي بدأ يعيده عن التهور ،ولكن الفضول أقوى من التردد ،يتفحص ملابسه وينتشل نظره أحدى المحلات التي تبيع الملابس علَّه يصطاد من فكره الملغم فكرة قد تساعده على الهروب ليغير الملابس المتفق عليها –التي وصفها لصديقته كي تتعرف عليه – حتى يهرب إذا كانت وصفت نفسها بجمال يختلف تماما عن الواقع ... يدخل الحديقة والخطوات متسارعة والقلب يرقص والنظر مشتاق لمعرفة مكملات ذلك الصوت الدافئ,يجلس على الكرسي ...يمضغ الفول السوداني بغضب يزيده التوتر..تبدأ الشمس بالعد التنازلي وببطء شديد إلا أنه يراها مستعجلة يرفع عينيه ليدعو المولى أن يزيد فترة مكوث الشمس في السماء تنزل عيناه عن الأفق ليرى ذات الثوب الأسود المزخرف بالياقوت الأزرق ،والحذاء الأزرق،والحقيبة الزرقاء والخاتم الأزرق !!!
تجحظ عيناه بابتسامة ليث ...فها هي ترتدي حجاب يظهر وجهها يطمئن بأنه سيرى ملامح وجهها لاعينيها فقط ...تقترب ...يتسارع النبض عنده... يقف... يواصل النظر.. يغلق عينيه ويواصل النظر تبدأ ثورة المجهول بالظهور..يضع يديه على عينيه لا يريدالنظريتصبب العرق من جبينه..ترتسم دمعة خفيفة على زوايا جفنيه حقيقة مؤلمه...فاجعة لم يتوقعها...خطيئة لا تنسى..فالتي التقى معها لم تكن التي يحلم بها بل كانت أخته!!!.