هنا ..
حيث الشاطئ البائس , جلست أنتظرك
على ركام من الخشب ..
تحت سماء بنفسجية تميل الى السواد !
وحطام السفن من حولى وقد نفتها الأمواج بعيدا , هنا ..
حيث الميناء المهجور ..
يسوده الهدوء الا من صفير الريح , وصوت تضارب النوافذ المتهالكه فى ذلك الفنار القديم ..
جلست أراقب مغيب الشمس فى قلب المحيط , لتغرُب معها ظلال تلك المعالم على الرمال ..
ويخيّمُ الصمت !
تسلّل الي خوف رهيب .. تخالطهُ برودة المحيط ..
ارتعدتُ بعض الشئ ..
فاذا بضوء خافِت يتمايلُ على صفحة الماء !
انه القمر ,
وقد أطلّ من السماء على استحياء ..
ولكنه مالبث أن اختفى ,
خلف الغمام الأسود ..
ليعود السكون الى جنبات المكان :(
ويسود الهدوء المخيف من جديد !
ولا زلتُ أنتظر دون جدوى !
كانت النجوم تراقبنى فى صمت ..
تنظُر حالى ووحدتى , انها الآن مؤنسى الوحيد ..
سألتها :
هل أنت حقّا جليسة العشّاق ؟!
فأجابت :
أنظرى الى حالكِ معى ..
ألستِ تناجيننى وتشكين الي أحزانَكِ !
أطرقتُ قليلا ..
قلت لها : كيف ترين حالى ؟
قالت :
لا تحزنى ..
فجرعاتُ الهَجرِ تعينُ على النسيانِ ..