تلقيت سؤالاً عن الأمراض التي تبيح الفطر والتي لا تبيحه فكان جوابي كما يلي :
المرض المبيح للفطر في رمضان كل خروج للجسم عن الصحة العامة السليمة ، ويكون في الصوم معه زيادة مشقة أو تأخر البرء .
وفي قوله تعالى( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) رخصة واسعة، تحددها تقوى المؤمن ورغبته في الصوم.
ولتوضيح ذلك أقول هناك أمراض موضعية جلدية لا تؤثر على الصحة العامة وهي نوع من المرض الجلدي ( كحبِّ الشباب) فهذا مرض لا يبيح الفطر في رمضان. وأما الأمراض الحموية الجرثومية أو الفيروسية فهي تصيب الصحة العامة للجسم وتحتاج للسوائل والدواء لتهدئة المرض والحمى وبلوغ الشفاء ، فمثل هذه الأمراض وهي كثيرة شائعة قد تحدث في أي لحظة فيها رخصة الإفطار..
ويمكن بشكل عام أن يجرب المؤمن أثر الصوم على مرضه الذي وقع فيه بأن ينوي الصيام ويدخل فيه، فإن لاحظ أثناء النهار زيادة المشقة فله أن يفطر.
وللبيان العام من ناحية الأمراض أبين الأصناف التالية :
1- الأمراض التي ينفع في علاجها الصيام : البدانة وما يتبعها من أمراض ناجمة عنها كالسكري من النمط الثاني وارتفاع الضغط الشرياني وتشنج القولون ... فهذه لا يجوز الفطر فيها.
2- الأمراض البسيطة التي تأتي بدرجات متفاوتة كالزكام أو التهاب البلعوم أو التهاب الجيوب الأنفية .. فهذه تخضع للتجربة ، فإن ازدادت بالصوم حلت الرخصة بالفطر
3- باقي الأمراض العامة المتوسطة والشديدة التي تعتمد على التغذية والتروية واستعمال الدواء فيستحب أخذ الرخصة بالفطر فيها ومعالجة المرض حتى الشفاء.
4- أمراض يشق فيها الصوم أو قد يسبب الوفاة الفجائية فيها ، كأمراض القلب من اعتلال العضلة القلبية أو تصلب أوعية القلب (نقص التروية واحتشاء العضلة...) والداء السكري من النوع الأول (لأن الصيام يعرضه للجفاف والحماض فيعرضه للخطر... فهذه لا يجوز الصوم فيها.
ولكل شخص إذا مرض أن يسأل طبيبه عند زيارته عن تشخيصه وأثر الصيام عليه ، فإن أصر الطبيب على استعمال الدواء بجرعاته النهارية فالرخصة له ، وإذا كان الطبيب مسلما راشداً فسيكون عوناً للمريض التقي لاختيار الحل المناسب في اكتساب الأجر على الوجهين ( في الرخصة أو الصيام).
ولكل حالة جوابها الشافي ، وما جعل الله علينا في الدين من حرج، وما خُيِّر النبي عليه الصلاة والسلام في أمرين إلا اختار أيسرهما.