تبقى تلك الشهادة وسابقاتها ومواقفك الدائمة محل اعتزازي دوما أستاذنا القدير ..
وأقسم لو ظللت أعدد أفضالك علي لما كفاها المقام لكنني سأجعلها في نفسي دينا أحمله لك ما حييت ..
التجربة الشعرية في نظري حالة خاصة بالشاعر .. خاصة جدا .. حتى وإن تناول شأنا عاما يظل الشاعر رهن حالته الخاصة ورؤيته التي لا تتطابق أبدا مع أي إنسان آخر
التجربة الشعرية كبصمة اليد لا يمكن أن تتكرر لشخصين .. قد نجد بعض التوافق بين شاعرين خطوط مشتركة .. لكن يظل لكل شاعر تميزه..
منطلقات التجربة الشعرية ثلاثة ..
أولها الإحساس .. يجب أن يحس الشاعر بما يكتبه ويكون صادقا فيه.
ثانيها الأدوات .. وأقصد اللغة والمفردات والقواعد والعروض والبحر والقافية.
ثالثها الرؤية .. يجب أن يكون للشاعر رؤيته الخاصة للموضوع الذي هو بصدد الكتابة عنه ..
إذا توفرت الثلاثة المنطلقات هذه سنجد أنفسنا أمام قصيدة رائعة تصل لكل مدى أراد لها الشاعر أن تبلغه .. وهنا الشق الأخير من سؤالك .. آمادها ..
السؤال يمكن أن يفهم منه الآماد التي يراد للتجربة الشعرية أن تبلغها .. والآماد التي يراد لها أن تتناولها
وفي المفهومين يظل التدرج من الأوسع إلى الأضيق .. الإنسانية .. الإسلام .. العروبة .. البلد والمجتمع .. الذات .. رغم أن الرؤية الذاتية وخصوصية التجربة تظل واضحة في كل الآماد المطلوبة .
يمكن أستاذي القدير ..
بل أن رسالة الحرف الأولى وهدفه الأسمى التأليف بين القلوب وإصلاح ما يفسده الجهل والتعصب ..
ورغم ذلك نجد الحروف اليوم سما زؤاما تشعل أصداؤه الفتن وتفرق بين الأحبة والأخوة فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله
وفي ديوان في حب الأوطان وجدت رسالة الأدب جلية وهو مشروع فريد ورائد .. تتداعى فيه الأقلام لحب بلد من البلدان كاسرة قيود الحدود المصطنعة .. وكاسرة الخلافات والتعصبات ورامية وراء الظهر بكل الحسابات الضيقة.. هو مشروع ناهض بوعي الأمة .. يستحق من الاحتفاء والتداعي أن نقف معه جميعا باختلاف بلداننا وتوجهاتنا .. وأسأل الله أن يطيل أعمارنا لنجد أن دواوين حب شعراء الواحة قد بلغت كل أوطاننا
ولك آيات من التقدير والعرفان على كل ما تقوم به أستاذنا لخدمة الأمة والأوطان والأدب والإنسانية