بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الجديد والحبيب
خليل حلاوجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واللهي لكم شرح الصدر كلماتٌ سكبتها من عبيق الروح في بوتقة الحب هذي التي أهدانا إيَّاها أخونا الكتور / سمير العُمري .
بداية فالفكرة الأساسية التي أود طرحها ها هنا , هو أن يكون لتجمُّعنا الفكري ها هنا بداية منطقية عقلية , نلتزم بها جميعاً , حتى إذا ما عنَّ لنا اختلاف لا يدوم بل ينتهي في أقل زمن , ولن يكون لنا هذا إلا إذا كان لنا مرجعية نرجع إليها حال الإختلاف , وأعتقد أن كتاب الله وسنة رسوله , وأفعال صحابته واجتهاد رهط العلماء المسلمين هو المرجعية حال اختلاف المسلمين .
ودعوته صلى الله عليه وسلم للعالمين , ولنا فيه الأسوة الحسنة , لذا فلابُدَّ أن تكن دعوانا للعالمين , ممن هم على الملة وعلى غيرها , مادامت دعوانا الحق , وهي الحق , فدعوانا لله ربِّ العالمين .
وقد يكون من سكَّان واحتنا من إخواننا المسيحيِّين , أو غيرهم من الملل , ولو فرضنا عليهم الإسلام كمرجعية نرجع إليها حال الإختلاف ما استمع لنا إلا الإخوة المسلمون .
وحيث أنَّ ديننا الحنيف دين العقل مناط التكليف , والعلم " إنَّما يخشى اللهَ من عِباده العُلماء " والعدل " وإذا حكمتكم بين الناس " , والصدق والحب , وحيث أنَّ اسلامنا وعلي وجه اليقين هو الدين الحق , مما يعطينا الثقة في المحاورة مع الآخر بكل الثقة .
فإذا كن اختياري أن تكون المرجعية للعلم التجريبي , والمنطق العقلي , فهو اختياري للإسلام , وإن اختلف المسمى .
إنَّ حالة انفصام الشخصية التي أصابت الأمة عندما تخلت عما رقى إليه علماؤها كالفارابي وابن رشد , إذ طالبا الأمة بتحرير العقل تحريراً مطلقاً حال البحث عن الحقائق , مع ثقتهما أنَّ العقل عاجلاً أو آجلاً سيصل للحقيقة المطلقة , وهي الله وكتبه ورسله .
ولقد أخذ الغرب بدعوتيهما , وترك العقل حرَّاً يبحث عن الحقائق دون قيد .
بينما ظللنا عبر أجيالٍ مقيَّدين بتفسير الثعلبي لسورة نون والقلم وما يسطرون , وهي تفسيراتٌ لا يقرُّها عقلٌ ولا منطق , وغيرها الكثير من أوجه الإختلاف , بعيدة كل البعد عن مرادات الله من آياته .
وحيث جاء في كتابنا الأجل " لا يعلم تأويله إلا الله " , مما يجعل التفسيرات المتواجدة محض اجتهاد قد يصيب مراد الله أو لا , وكما تعلمون فإنَّ الاجتهاد غير ملزم , مما يفتح الباب دوماً للعقول لفهم مرادات الله من آياته .
فإذاما سمع عالمٌ فلكي قول الله عزَّ وجل , " والنجْمِ إذا هوى " , سوف تظهرُ في وعيه فوراً ,صورة الإنهيار النجمي الذي يصيب العملاق الأحمر , فيحيله لقزمٍ أبيض , وكذلك إذا ما سمع " والسماء والصارق * النجم الثاقب " تظهر في وعيه صورة الثقوب السوداء , وما يصدر عنها من اصوات هي كالطرق صوتاً وفعلاً , وغيرها من الآيات التي تؤكد مصداقيته صلى الله عليه وسلم .
فإذا كانت د عوة الأخ / سمير تقتصر على المسلمين فقط , فإنَّ المرجعية الأولى ستكون لكتاب الله وسنة رسوله , والعقل والعلم والعدل والحب والصدق , ولن تختلف الدعوة للعالمين ألا في تقديم العقل والعلم والعدل والحب والصدق على الإسلام , وهو قولٌ يصعُب على القلب , إلا إذا كان متيقِّناً من أنَّ الإسلام عقلٌ وعلمٌ وعدلٌ وحبٌّ وصدق .
ولتكن دعوتنا عالمية لله ورسوله بلغة العصر , العقل والعلم والعدل والحب والصدق .
ولن نختلف فمرجعيتنا نحن المسلمين كلام الله وسنة رسوله آن الإختلاف , ومرجعيتنا مع إخواننا من أصحاب الملل الأخرى العقل والعلم والعدل والحب والصدق .
وأنا لا أرى أي اختلافٍ بينهما .
فإذا ما اتَّفقنا على المرجعية , فإذا عنَّ خلافٌ بيننا في الرأي رجعنا إلى المرجعية , ونلتزم بالرضوخ لما تأتي به فيما اختلفنا فيه , بذلك نكون قد وأدنا الخلاف قبل مولده , أو أمتناه بالرجوع للمرجعية التي ارتضيْناها .
تلك رؤياي لبداية تستقطب كلَّ ذي عقلٍ رشيد , وهي اجتهاد غير ملزم , وأسمع من الرأي فأتَّبع الأصوب .
أسأل الله أن يكون جمعنا هذا له خالصاً , وما نبغي من وراء جهدنا فيه إلا مرضاتهِ تعالى .
أخي الدكتور سمير العمري .
قرأت أعلاه , ويبدو أننا نكتب في وقتٍ واحد , ,ارى أنَّ دعوتي لأن نصل للمنهج الفكري الموحد هي ذات دعواكم .
أسأل الله لكم الخير والسداد
أخوكم