المزارعُ وكلبُه
يُحْكَى بأَنَّ مُزارِعاً في حقْلِهِ يعْتاشُ ممّا يجْتَبي مِنْ تُرْبِهِ ولهُ رضيعٌ لمْ يعُدْ مَعَ أمِّهِ ويحوزُ كلْباً مُخلِصاً في حُبِّهِ إنْ غابَ وقتاً عنْ مكانِ رضيعِهِ فالْكَلْبُ يبقَى دائماً في قُرْبِهِ لكنّه إذْ عاد يوماً مُتْعَباً مِنْ بَعْدِ مَا تَركَ الرّضيعَ لِكلْبِهِ كانتْ عيونُ الْكلْبِ في اسْتِقبالِهِ ودمٌ يسيلُ على الثّرى مِنْ خِلْبِهِ لِيَظُنَّ أنَّ الكلْبَ مَزَّقَ طِفْلَهُ مِنْ بَعْد ما كانَ الأمينَ بِغَيْبِهِ ويَقُومَ فوْراً كالقَضاءِ بطَعْنِهِ وبرَكْلِهِ وَبسَحْلِهِ وبِصَلْبِهِ لكنّهُ لمّا أطَلَّ بِدارِهِ مُتَحسِّراً ممّا جرى مِنْ قلبِهِ وجَدَ الصّغيرَ على الأرِيكَةِ سالِماً ورُفاتُ ذِئْبٍ مَيِّتٍ في جَنْبِهِ