اللئام
لا تَقُلْ لي شيْئًا فانِّي لنَحْسي..ضقْتُ ذرْعًا منَ الأسى و المَلام
لمْ أجدْ في هَذا المَكَان هنَاءً............لفُؤادي وَ راحَةً لعظامي
عنْدمَا سيْطرَ اللّئامُُ وَ جَارُوا........و نَسُوا مَا قالُوا لنَا منْ كلام
وَ أَخافُوا كمْ منْ لَبيبٍ يريدُ .......الخَيْرَ و المَجْدَ و العُلى للأَنام
أثْقلُوا النَّاسَ بالضَّرائب ظُلْمًا...وَأباحُوا في الأرْض كَمْ منْ حَرام
و اسْتبدُّوا بكُلِّ شيْء وَ نَادوا .......بالأذى وَ التنْكيد وَ الانْتقَام
عذَّبُوا الحُرَّ بالتَّجَاهُلِ و المَنْع........وَ داسُوا المُصَابَ بالأَقْدام
صَيَّروا الأرْضَ قطْعَةً منْ ضرَامٍ.........وَ أذاقُوا مَهانةًً للْكرَام
وَتوخَّوْا لنا ضَياعًا و حرْما..نًا منَ العَيْش في الرِّضى والسَّلام
ليْسَ فيهمْ مُدافعٌ عنْ فَقيرٍ ............أَو مُحبٌّ للْخَيْر وَ الاكْرَام
قدْ غدا المَرْءُ يَشْتكي منْ غَلاء........و يُحسُّ الضَّياعَ كَالأَيْتام
وَ تَمَنَّى الشَّريفُ منْ نَبْذِهمْ للْ......حُبِّ و الاحْترَام طَعْمَ الحمَام
قدْ غَدوْنا في أَرْضنا دُخلاءً....وَ غَدوا أَصْحابَ المدى المُترَامي
ظهَر الغَمُّ و العُبوسُ فأَصْبحْ......نَا منَ السُّهد نشْتكي و السّقام
وَ لقدْ كُنَّا للسُّرُور أُناسًا...................فمَحتْهُ قَساوَةُ الأَيَّام
حَكمَ الدَّهْرُ بالعَذَاب عَليْنا..................فتحَمَّلْ نَا أَسْوأَ الأَحْكام