|
يثبّطُني يومي ويحفزُني الغدُ |
وكم أملٍ كالصبرِ إن ضاقَ ينفدُ |
وينهشُني شكٌّ إذا جَدَّ طارئٌ |
وفي كلِّ آنٍ غارةٌ تتجدَّدُ |
بحنجرتي قلبٌ من الضيقِ عائذٌ |
وتحتي تميدُ الأرضُ والجوُّ مُرعدُ |
تضيقُ بيَ الدنيا كأني دخيلُها |
كذلك قد غاظَ الكواكبَ فرقدُ |
وهذي جهاتُ الأرضِ تلفظُني ولا |
يقرُّ بها رغم المرارةِ مقعدُ |
وها هي أشلائي يُغصُّ بها المدى |
كأني على الأحجارِ لحمٌ مقدَّدُ |
ودونيَ ردْمٌ من نحاسٍ وكلما |
نقبتُ بأظفاري الصفائحَ يُوصَدُ |
متى وعدُ ربي؟لم أزلْ قيدَ حُلمِه |
ليجعلَه دَكًّا إذا حَلَّ موعدُ |
أقلّبُ وجهي في المدى علَّ بارقًا |
يلملمُ غيماتي التي تتبدّدُ |
يصبّرُني أن الحياةَ رخيصةٌ |
وأني على أيِّ الردى سوف أُلحَدُ |
ولولا انتقامٌ يستفزُّ وشهوةٌ |
لعشتُ رقيقًا حسبما شاء سيدُ |
لثارٍ بل الثاراتِ من عهدِ خيبرٍ |
ولما تزلْ في دورةٍ تتردّدُ |
تشبثتُ والأنواءُ تلهو بِعثْرتي |
بنارٍ على المنطارِ تُومي لنا:اصمدوا |
تضخُّ بعِرْقي إن تبلدَ جمرَها |
وتخلعُ أجفاني إذا طابَ مرقدُ |
فهل بقيتْ إلاكِ يا غزُّ قلعةٌ |
نلوذُ بها والريحُ تعوي وتحشدُ؟ |
أخافُ على عينيكِ أنْ يُطفئوهما |
وإني بلا عينيكِ يا غزُّ أرمدُ |
أفي كلِّ يومٍ ترتقي منكِ ثُلّةٌ |
وفي كلِّ شبرٍ منكِ شِلوٌ ممدَّدُ؟ |
كبرعمِ وردٍ كعبُها وبقامةٍ |
ترى الغيمَ أدنى ركبتيها يُلبَّدُ |
وفي رقعةٍ كالكفِّ شِدتِ سقيفةً |
وليس يُداني السقفَ قصرٌ مشيَّدُ |
فإن كنتِ نورَ اللهِ فينا أتمَّهُ |
ولو جهِدَ الأوغادُ طُرًّا ليُخمدوا |
إذًا أعجبتم إذْ ترامى عدوُّها |
لأقدامِها فرطَ الهزيمةِ يسجدُ |
تُناوشُني من كلِّ صوبٍ رماحُكم |
كأني لكم خصمٌ ولا غيرَ أوحدُ |
لماذا تباكيتم عِشاءً على دمي |
وأعينُكم بالكيدِ والكذْبِ تشهدُ؟ |
ومِزْقُ قميصي بالدماءِ نواقعٌ |
فلا ترفعوا أيديْكمُ؛ شُلّتِ اليدُ |
وكلُّكمُ من حولِ غزةَ مُجمِعٌ |
بأن لا يُميلَ الخدَّ في غزَّ أمجدُ |
فصعِّرْ بوجهِ الجمعِ خدَّك ساخرًا |
تغِظْ مَن تنادَوا باحتفالٍ ليشهدوا |
وإن كان ما لا بُدَّ منه وإن ونى |
فجرِّدْ لهم سيفًا كما لك جرَّدوا |
ودعْ لقضاءِ اللهِ يحكمُ بينكم |
فإنكَ في لوحِ القضاء مخلّدُ |