أقسام الشعـــر
قُسِّم الشعر إلى شعر قصصي، وشعر تمثيلي، وشعر غنائي، وشعر تعليمي، وشعر الطبيعة، وشعر الإنسانية. وفي كل هذه الأقسام يجب أن تكون هناك ملاءمة بين الفكر والتعبير، بين المادة والهيئة، أو كما يقول الفلاسفة بين الهيولي والصور.
1ـ الشعر القصصي :
الشعر القصصي صنف عام، والملحمة نوع منه. فكل قصيدة تقص قصة يكون الغرض الظاهر منها حكاية هذه القصة تسمى شعراً قصصياً.
والأسلوب الذي يتفق مع هذا الشعر القصصي يكون ملائماً له بشروط:
1ـ أن يقص القصة دون أن يجعلها واضحة مفصلة كالقصة النثرية بل يعتمد فيها على قوة الإيماء والتلميح.
2ـ يجب أن يعرض الشاعر موضوعه بحيث يبدو أن فيه حياة حقيقية.
3ـ يجب أن يعرض قصته عرضاً لذيذاً يوحي بالجمال، ويقدم للسامع أو القارئ متعة جمالية، وتلذذاً فنياً.
2ـ الشعر التمثيلي
القاعدة العامة أن الشعر هو الجزء الأساسي وأن النثر يجب أن يكون نثراً شعرياً. والخطاب في الشعر التمثيلي إما أن يكون خطاباً لأكثر من فرد واحد أو خطاباً من فرد إلى نفسه. والصعوبة كثيراً ما تنشأ حين يكون الخطاب الذي يوجهه فرد إلى آخر طويلاً، وللتخلص من هذه الصعوبة يجب الاختصار ما أمكن حتى لا يكون طويلاً مملا.
3ـ الشعر الغنائي
ومعنى كلمة غنائي في الأصل شعر يُغنى به على الآلة الموسيقية، والشعر الغنائي هو الشعر الذي كان ينظم لكي ينشده الشاعر على هذه الآلة ولكن الشعر والموسيقى تطورا واستقل أحدهما عن الآخر فتغير معنى كلمة غنائي، ولم يعد من الضروري أن يكون الشعر الغنائي مما يتغنى به على القيثارة فاستعمله كلمة غنائي في كل شعر ليس قصصياً ولا تمثيلياً، وأكثر ما يعبر عن خلجات النفس.
4ـ الشعر التمثيلي
والشعر التعليمي ليس شعراً تمثيلياً لأنه خلا تقريباً من قوة العاطفة، وهو يجمع بين أوصاف النثر، ولذلك يجب أن يكون منطقياً، وأن يكون واضحاً، لأنه يعلم حقائق معينة، فيجب أن يكون صريحاً واضحاً قابلاً للفهم بسرعة، ومن الناحية الشعرية يجب أن لا يخلو من الجمال الفني وأن يشعر القارئ بشيء من اللذة والاستمتاع. ويجب أن يستجيب للمقتضيات الغنائية، وهو عادة لا يخلو من الرمز والإيماء والتلميح.
5ـ شعر الطبيعة
ونعني بشعر الطبيعة الشعر الذي موضوعه عالم الطبيعة. فالطبيعة صالحة كل الصلاحية لأن تكون موضوعا للشعر. وبعض الشعراء قد بنوا شهرتهم في شعر الطبيعة كالصنوبري وبعض شعر البحتري وبعض شعراء الأندلس.
6ـ شعر الإنسانية
والإنسانية واسعة غير محدودة ومتنوعة الجوانب إلى حد أن الشعر كله يصح أن يكون شعراً إنسانياً إذا استثنينا شعر الطبيعة الخالص. وهذا الشعر الإنساني إما أن يكون مقدراً لعظمة الإنسان مقراً بجلاله وسمو شأنه، وإما أن يكون شعراً هجائياً ينظر للإنسان بالازدراء والانتقاص كشعر اللزوميات. فالنوع الأول يجب أن يكون خالياً من اليأس والهجاء، ويجب أن يكون معبراً عن الصدق والحق ملتزماً لهما خالياً من الصنعة البلاغية والتزويق الزائد، بعيداً عن التكلف والغموض.