لا يـدرك المجد من لم يقهر الخطـرَا
ولا ينـال العلـى إلا الذي صـبرا
ومـن يروم الشذا لا شوك يـمنعـهُ
وهـل ينال الفتى من دونه الـزَهَرَا؟!
ومـن أراد الضّيـا والليل منسـدل
فليس عـذرا له أنْ لـم يـرَ القمرا !!
والنحل من هـابه لا يـجتني عسلا
هل يرتجي الشهد من لم يحمل الضررا!؟
والنّخل في جوّها قد حـُمّـلتْ رُطَبا
مـن رامهُ هزّهـا حتى يـرى الثمرا
وأعقـل الناس مـن كانت له عـبرٌ
وكـان فـي أمره بالغـير معتـبرا
وقد يُقـال الفتى لو رجلهُ عثـرتْ
ولا يقـالُ الفـتى لـو رأيـه عثرا
في موضع الحلم تلقى الحلـم شيمته
وفي مكان الـوفا تلقـاه قد شكرا
تراه يوم الوغـى والقوم في رهـب
فـتى يهـاب العدا صمصامه الذكرا
كالنـبع في كـرمٍ والطّـود في شمـم
والسيـل في غضـب والليث لـو زأرا
من أهل غـزة والميدان يعـرفهـم
إذا العـدا نابـهم يوم الوغى ظهرا
الـحاملين رمـاح النصـر عاليـة
والضـاربين بسيـف الحق من غدرا