دع الظنونَ
دع الظنونَ التي تأتيكَ أغلبُها وحْيُ الشياطينِ إذ قالوا وما صدقوا وليس تأتيكَ بالصّدق التي كذَبَتْ عمْداً على ربِّها والسَّمعَ تسْترِقُ وشرُّ أفكارِكَ الوسواسُ يغمُرُها يَشغَلُ القلبَ والبهتانَ يختلِقُ والظّنّ كالطيرِ في أشجارها علِقتْ تطيرُ لو هالها سهمٌ وتفترقُ إن نِلْتَ طيراً فالسِّرب تفقِدُهُ وكنتَ ترجو الطيور الكُلَّ إذ عَلِقوا فلا تَضيعَنَّ أوقاتٌ سُدًى عبثاً والوقتُ لا يشتريه الماسُ والورِقُ كجامعِ الماءِ في الدّلوِ التي خرِقتْ أو جامع الضوء أَن يرتادَهُ الغسقُ إنْ كنتَ تخشى الشّقاءَ الّلهُ خالقُهُ والرزقُ يحويهِ لوحٌ ليس يحترِقُ فالشّرُّ ليس الذي تُرجيهِ وسوسةٌ إذن لكانَ الُمعافى من بهِ أرقُ والخيرُ ليس الذي تَجنيهِ أُمنيَةٌ وفي الأماني سليمُ القلبِ لا يثِقُ ترى كثيراً من العادِينَ لو صُقِلتْ أفكارُهمْ لارتقتْ أفعالُهمْ ورَقَوا لكنما يُعمِلون الظنّ لو حكموا ويظلمون الأهالي لو همُ نزِقوا والكفرُ أسبابُهُ ظنٌّ ولو علِموا أو جهلُهُمْ أو جحودٌ همْ بهِ مرَقوا