|
(شاؤول) ذاق بغزة الخسرانا |
وثوى حسيرا بالقيود مهانا |
ومضى ذليلا صاغرا متخبطا |
مستسلما متأملا فرسانا |
من كل فج قد رموهم باللظى |
هبوا وسنوا للعدا الأسنانا |
وجحافلا تترا تصب هلاكها |
فيهم وتُفني للعدو جبانا |
حَسِبَ القتال بأرض غزة نزهة |
فإذاه يلقى بالثرى الأكفانا |
متوسدا ذل الفناء مشتتا |
بين الأشاوس مزقوا الجرذانا |
وتهيئوا للزحف يوما مقبلا |
للقدس ينظر بالرضا الشجعانا |
بالفخر يعجبه انتصار باهر |
أردي القرود ومزق الطغيانا |
(شاؤول) منهم قد تلقى خيبة |
عظمى ولاقى بالخضوع هوانا |
فـ(أرون) نال كآبة وخسارة |
سحت عليه بأسره الأحزانا |
قد كان يسعد بالبعاد مواصلا |
إيذاءنا متبجحا مزدانا |
بغروره الممقوت ينهب أرضنا |
وديارنا والغرس والأجرانا |
ويعيث بالروض الفساد معاندا |
متجبرا متهتكا خوَّانا |
يطغى بإهلاك النفوس مسارعا |
في البغي يسلك بالهوى بهتانا |
فجنود إبليس اللعين تعمدوا |
طمس الحقائق .. أعطبوا الميزانا |
واستخدموا نهج الشرور وسيلة |
للويل يغشى بالضنا السكانا |
بمعاول التهويد عاثوا بالثرى |
جهرا فسادا بالربوع عيانا |
كانت فلسطين الحبيبة بالهنا |
حتى استباحوا بالسلاح هنانا |
بمراكب التهجير حلوا بيننا |
كلصوص نهب ينهبون حمانا |
وتسابقوا بالجهل زورا وادعوا |
تاريخ (مجد) كاذب قد كانا |
وتناسلوا نسل القرود وشوهوا |
سفرا وكانوا للدجى عنوانا |
ما أحقر الأوباش في أرض لنا |
يبنون فيها بالمنى الإسكانا |
مستعمرات في قراها حصنهم |
يبغون فيه من الدمار أمانا |
مثل الفراش إذا تهافت فجأة |
بالموت يسكن بالغبا النيرانا ! |
يا ويح (شاؤول) السقيم بخزيه |
قد حل بالأسر الشديد .. يرانا |
مستمسكين بحقنا وبأرضنا |
ويرى الضيافة عندنا ألوانا |
إن كنتمُ ترجون فكا للذي |
بالقيد فينا .. أطلقوا أسرانا ! |
فـ(أرون) أمسى بالسجون فبادلوا |
أسرى لديكم برهنوا برهانا |
وسلوا لديكم من تحرر آنفا |
(جلعاد) عاش مع القيود زمانا |
إنا نراكم عصبة ممجوجة |
ستزول حتما واقرؤوا القرآنا |
فيه التفاصيل الدقيقة عنكمُ |
يا من جحدتم بالجفا الفرقانا |
وبه صفات المتقين ونهجهم |
وجهادهم إن واجهوا الأوثانا |
يا قدس إنا سوف نزحف كلنا |
فاشهد مدائن وثبة وقرانا |
ترجو الوصول لمحتواك بشوقها |
عم القلوب وعمر الوجدانا |
رمضان شهر فيه (بدر) أشرقت |
بالنصر واكب ركبه الإيمانا |
وبه البشائر من عطايا ربنا |
يعطي العباد بفضله الإحسانا |
رباه يا ذا الجود عجِّل نصرنا |
بالقدس يلقى الأهل والخلاَّنا |
وأعد علينا بالسلامة صومنا |
حتى نواكب بالصفا رمضانا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما ردد الجوُّ الفسيح أذانا ! |