رسالة من شامي(من بلاد الشام) حر صغتها له بمداد الفداء والكرامة وبقوافي العزة :
مـــاضٍ أنـــا بــيـنَ الـنُّـجوم مــداري
وخُـطـايَ يـرشـدُها وضـوحُ مـساري
مــا كـنـتُ فــي الـدنـيا نـبيًّا مـرسَلًا
أبــــدًا ولا لـــي صــاحـبٌ وحَـــواري
أو كـنتُ (كـسرى) في غلوِّ مدائني
بــذخًـا ولا شُـغِـلَ الــورى بـسـواري
لا لا ومـــا لـلـصِّـينِ كــنـتُ مـلـيـكَها
و(هِـرَقْـلُ) رومـا لـيس مـن سُـمَّاري
إنِّـــي ابـــنُ أرضٍ بـوركَـتْ وحـمـاتُها
ومـــلائــكُ الــرَّحـمـنِ تــرصــدُ داري
حسبي أنا الشَّاميُّ أُسمِعُ إن صَرختُ
وعـيـنُ أعـمـى قــد تـرى أنـواري
في الغوطتين زرعتُ بسمةَ حاضري
وسـقـيـتُها مـــن نــهـرِ مـــاضٍ جــارِ
فـــي كـــل ثـغـرٍ لــي يـرابـطُ خـالـدٌ
ويـــقــوم ســعــدٌ لــلـنِّـزالِ يــبــاري
مـلَـكًـا أســيـرُ بــرغـمِ كـــلِّ تـكـالُبٍ
أطـلـقـتُ شُـريـانـي بـقـلـبِ حِـصـارِ
بــدمـي يـبـثُّ الـخُـلدُ ســرَّ تـفـرُّدي
وعـلـى الـتُّـرابِ تـكـشَّفتْ أسـراري
سـمـحٌ وفــيٌّ فــي الـعـهودِ وإنَّـني
بـيـنـي وبــيـنَ الـنُّـبْـلِ عَــقـدٌ ســارِ
جَـــلــدٌ صـــبــورٌ واثـــــقٌ مــتــوكـلٌ
والأرضُ تــعـرِفُ والـسَّـمـا إصـــراري
إنِّـــي عــقـدتُ الــعـزمَ أن أرتــادَهـا
ولـــقـــد أُقــــــادُ لِــجــنَّــةٍ بــالــنَّــارِ
فـرميتُ صَـمتي حـينَ قـلتُ: بَـخٍ بَخٍ
وخـلـعـتُ قــيـدي واتَّــخـذْتُ قــراري