ذرفْتُ شعرًا هَمَى من وجنةِ الأفُقِ
وأشعل الدّمعُ منّي جذوةَ الشّفقِ
يا مريمَ القهرِ لي في الحزنِ صومعةٌ
تشكّلت من نُدوبِ الجرحِ كالودَقِ
هذا حبيبي وإن ناءت بنا طُرقٌ
لأجلِ لُقياهُ أطوي أحلَكَ الطُّرقِ
سلوا الهواجرَ ؛ أكوابًا جمعْتُ بها
دمعَ السّماءِ الذي أسرَى من الحدقِ
أقولُ للبؤسِ إذ ينمو على شفتي
ويشتهيني ؛ مسيحًا في دمِ العبقِ
لن ينشفَ اللفظُ ، فالأشواكُ مُزهرةٌ
رغمَ الخريفِ الذي يبدو من الورقِ
كفرتُ بالمظهرِ الخدّاعِ كيف بهِ
يستعبدُ الرّوحَ في دوّامةِ القلقِ
ومريمٌ وحدَها في خدرِ عفَّتِها
تبكي وتصرخُ أرجو خيرَ مُنعتَقِ
اللّيلُ حينَ شروقِ الشّمسِ باغتَها
بطعنةٍ تُزهِقُ الأنفاسَ في الحبَقِ
والطّهرُ ؟ مذ نُصّبَ الغدرُ الزّعيمَ على
مشاعرِ الوردِ صارَ المِزْقَ في الخِرقِ
عاث الزّمانُ زمانًا فوقَ جثّتِها
وأغمدَ اليأسُ فيها خنجرَ الأرقِ
إلهةَ الحُسنِ ما ذنبُ الجمالِ لكي
يموتَ حيًّا كئيبَ الصّدرِ في نَفقِ
إلهةَ القلبِ ما ذنبُ الشعورِ لكي
يذوبَ غمًّا ، جفافًا هبَّ في رمقي
يقولُ حظُّكِ ، ذا وعدُ السّماءِ أيا
سماءُ صُبّي من اللعْناتِ وانطبِقي
على الذي غلَّ هذا الحسنَ مُرتديًا
ألفَيْ قناعٍ ، لكيْ تفنَيْ وتحترقي
هيّا احملي المهدَ في كفّيكِ أغنيةً
نقيّةً ، نخلةً ، يعُدِ الوجودُ نقِي
يا أختَ نبضي ، انتهى عهدُ المخافةِ لن
يعودَ بالحُسنِ يا محبوبتي ائتلقي
لا دمعَ لا خوفَ بعدَ اليومِ يا أمَلي
لا ظلمَ لا قهرَ ، لا عهدٌ من الأبَقِ
هُزّي القصيدةَ يهوِ الشوقُ مكتنزًا
حلاوةَ التّمرِ ألوانًا من النّبَقِ
سعادةُ الكونِ في عينيكِ منبعُها
والخوفُ صار قعيدًا وسْطَ مفترَقِ
مصيرُكِ الأمنُ ، والأفراحُ قادمةٌ
معًا نغنّي نشيدَ العشقِ في الأفُقِ