إنا لمن أمة أربت على الأمم = مجدا و بزت جميع الخلق بالشيم
و يوم تأتي إلى مضمار مفخرة = فإن للكف خيل السبق والقدم
تسعى إلى الأرب المحمود مورية = زند العزيمة في دأب و في نهم
فاختارها الله نجما يستضاء به = بدين أحمد يمحو دهمة الظلم
وأشرقت شمسها في كل زاوية = عَدْلا تسامى أقام الحُكْمَ بالحِكَمِ
فاضَ الصّفَا فأضاءَ الصفّ مؤتلقا = ران الضياء بساح العرْب والعجم
كانت لرايتنا في الكون منزلة = تعلو النجوم بعزّ الدّين والقِيَمِ
الله اكبر كانت رمزنا ولنا = في منهج الحق ما في السيف من خذم
لا يرفع الجحفل المنصور رايته = إلاّ انحناءً لربِّ الناسِ كُلِّهِمِ
رِبعِيُّ باقٍ صداهُ الحرُّ منطلِقًا = أصمى الصناديد في ساح بذي أضم
وابن الوليد بسيف صارم عطش = نصر أطل بمسلول ومنتقم
اكرم بخولة في اليرموك مفخرة = في كفّها عارِضٌ كالباتر القرِم
خطّت مثالَ كمال البذل عن خَمَصٍ =لله خولة كالآساد في الاجم
تيك الملائك اذ شدت عمائمها = نام الوجود ولم تغفل ولم تنم
تخطّت المجدَ يدعوها لتكتبه = فأنشأت مجدها في شامخ القمم
هم صحبة مدح المولى سلوكهم = وذكرهم في العلا نار على علم
شادو مفاخرنا يبنون لا كللا = فيهم ولا مللا صرحا من النجم
زهدا بزخرفها عافوا مفاتنها = وأخلصوا في بناء الأرض و النَّسَم
و جاهدوا في سبيل الله ما فتئوا= يرمون عن قوسهم هديا إلى الأمم
قوام في غسم فرسان في وضح =تَلْوِي عَجَاجَتُهم في الصبح والغسم
كأنَّ جحفلهم والأفقُ مُعْتَكِرٌ = سواطعٌ فوق هام السحب و الشمم
خير البرية من يرنو لرفقتهم = وخيلهم في غبار النقع والقتم
لا يُسلِمون عدواً في منازلة ٍ= إلا ببتر الخنا و الفاحش النحم
لله در سيوف اخمدت دولاً = ومَزَّقت رايةَ الصلبان والصنم
و بات كسرى أنو شروانَ في فَرَقٍ = لما رأى شرفات القصر كالهَدَمِ
و أخبروه بأنَّ النار قد خمدت =ولم تَعُد ذَاتَ بَأسٍ بَعْدُ أو ضَرَمِ
وقيصر الروم والأجناد تحرسه = دعا إليه بمن في العلم ذا قدم
فُضَّ الكتاب فقال الأسقف الفهِم = هذا البشارة ساد الخلق كلهم
ان نتبعه ننل خيرا كمن سلموا =
فالله مظهره والخير في السلم
هو النبي الذي الإنجيل يذكره =