|
يا قِصَّةً سُطِرَتْ في سِفرِ تَكويني |
يا جَمرةً وقدَتْ .. بالعِشقِ تَكويني |
أتُنكِرينَ عِتابَ العَينِ أَثْقلَها |
شحُّ الوِصالِ فإنْ فاضَتْ تَلوميني ؟! |
فيمَ المَلامُ إذا ما الوَجدُ أَرهَقَني |
والسُّهدُ أزهَقَني والصَّبرُ يُعْييني ؟! |
هواكِ حَلَّ مَحَلَّ الرُّوحِ مِنْ جَسَدي |
ولا أَراهُ سِوى في القَلبِ يُحْييني ! |
أستَمطِرُ المُزنَ قَطْرًا لا يَجُودُ بِه |
وأَطلُبُ الدَّرَّ مِن ضَرعٍ يُجافيني |
تَعُبُّ نَفسي سَرابَ الوصلِ تَلمَحُهُ |
ودُونَ شربي فِجاجُ الهَجرِ تُنئيني |
يَدومُ لَيلي مَديدًا ما لهُ طَرَفٌ |
فأحسِبُ الفَجْرَ وَهْمًا في الدَّواوينِ |
كمْ عاتبتني الثُّريا حِينَ أرقُبُها : |
يقظانُ أنتَ ؟! وأُفْقُ الغَربِ يُدْنِيني ! |
بُرجٌ يَغيبُ وأبراجٌ تُراوِدُني |
ونَجْمةُ الصُّبحِ بَعْدَ الليلِ تُغْرِيني |
أَرِقتُ مِلءَ جُفونٍ لا لقاءَ لها |
إلا وعيناكِ في هُدْبي تُناجِيني |
إذا فَرَجْتُ جُفونِي كي أضُمَّهُما |
أَدْركتُ أنَّ مُحيا البَدرِ يُغْويني |
أضغاثُ عِشْقٍ ولا تأويلَ يُسْعِفُني |
في شَرحِ عِشقي ولا التَّنزيلُ يأتِيني |
أهْذي بقافيةٍ ما عُدتُ أملِكُها |
حارتْ حُروفيَ بينَ الياءِ والنونِ |
يا ويحَ شِعريَ إنْ ضاقَ الخَليلُ بهِ |
أو صِرتُ أنثُرهُ رَثَّ المَوازينِ |
إنْ كان مِنْ عَجَبٍ أنّي أُردِّدُه |
فليُسألِ السَّيلُ عنْ هَطْلِ الكَوانينِ |
الوَمضُ يُلهِمُني والرَّعدُ يُلهِبُني |
والغَيمُ يَسكُبُني والفَيضُ يَسقيني |
وَادٍ يُهَدهِدُني قاعٌ يُبَدِّدُني |
قَيظٌ يُشَـتِّتُني والرِّيحُ تَسْفيني |
أَضغاثُ عِشْقٍ ولَمْ آمَنْ جِنايتَها |
ونَزْفُ عِرقٍ ولمْ أُذْبَحْ بِسِكِّيني |
يا مُهْجَةَ القَلبِ خَلِّلي بَعضَ أورِدَةٍ |
أحيا بِهِنَّ وشَيئًا مِنْ شَراييني |
لا تُنفِدي زَفَراتٍ كُنتُ أنفُثُها |
وأَدْمُعٍ نَضَبَتْ كانتْ تُواسيني |
وأَعْتِقي فِكْرَةً للنَّاسِ أُظهِرُها |
فلا يُقالُ بِأنِّي في المَجانينِ |