مُدِّيْ يديـكِ ، وكُفِّـيْ نظـرة العَجَـبِ
واستدركي، لا أرى في الموت من عجبِ
غريبةٌ ؟ لم تـري مـن قبـل ملحمـةً ؟
ومسرحاً مـن توابيـتٍ ومـن شغـب ؟
ألم تري ميّتـاً مـن قبـل يشـرع فـي
تأبينه ؟ لـم تـري ملهـاةَ مـن نسـب؟
لم تحضري حفلة التشخيص تلـك؟ أمـا
تدرين كم رصدوا في الحزن من كـذب؟
إذن ! .. تعالـي أقيمـي فـيّ وابتدئـي
عُدِّي المسافات قيسـي حملـة السّغـب
تَحيَّدي ، في انكشافـي تشرفيـن علـى
غلـواء معركـة المعـراج للعـطـب
خـذي قـراءات ترمومتـر زلزلـتـي
كم نبضةً تمخر الأنحـاء فـي طلبـي ؟
قـرأتِ ؟ لا ، ليـس للأعـداد منزلـة
تنبيكِ عن محشر الأصفار فـي لُجَبـي
ولسـتِ تدريـن عـن تاريـخ ذاكرتـي
سِجِـلّ تبديـل أعضائـي إلـى خشـب
وهجمة الرمل والصحـراء فـي بدنـي
تغريبة الماء عن جلـدي وعـن حطبـي
نعم أنا .. مـن تسفِّـي الريـح هامتـه
كما اكتسى الريح يومـاً هامـة القبـب
هيا اعلني أنـت عـن تفريـغ ذاكرتـي
عن بيعها في مزاد العـرض والطلـب
ثـم امسحينـي ملفـاً حجمـهُ زمــرٌ
عنوانـه غيـر مرغـوبٍ بـلا سبـب
ونصبـي فـي فـراغـي أي داهـيـة
فأنـت مسئولـة التحريـر فـي نسبـي
واسَّاقطي مـن كتاباتـي كمـا سقطـت
بغـداد والقـدس والقوقـاز للصُـلُـب
وبشري بجيوش الزحف مـا اعتمـرت
ذبابـةٌ تـاج سلطـان بـلا غـضـب!!
وثـمَّ قصـي علـى التاريـخ قصتـنـا
كآخـر العهـد بالـوعّـاظ والـكـذب
ما كان يرويه مـن تاريخنـا بـن زنـا
في غفلة دسَّـه الزانـي علـى الكتـب
وسلمـي لـي علـى جغرافيـا وطنـي
خرائـط الزحـف بالأقـدام للـركـب
قولي لهـا أننـي قـد كنـت أرسمهـا
رسمتُ ألفاً وباقـي الدَّيـن لـم يَجِـبِ
سئمت يا أنت .. هل ما زلت منصتـة ؟
لثرثراتي ؟ لكشف الستر عن حجبـي ؟
أما كفى ؟ هل رأيت الموت؟أين مضى ؟
أغاب عن عمد ؟ كم أخشاه يغدر بـي !
أم لم يئن بعد فقدي ؟ هل نسيت متـى ؟
أم عدني الموت شيئـاً غيـر محتسـب!
أكنت أحيا وبيـن النـاس لـي خطـر؟
أم كنت صفراً ؟ فراغـا دونمـا رتـب!
وكنـت سهـواً وغيـري كـان ذاكـرة
ولم أعش في تفاصيلـي وفـي غُرَبـي
ما اسمي إذن ما تفاصيلي وما صفتـي ؟
أم كنت معنى لشـيء غيـر ذي سبـب
كفى .. امنحي ثورة الإفصاح فرصتهـا
لتنطـوي فـي ثنايـا بيتهـا الـخـرب
وبعدهـا قـدري كـم أنـت غاضـبـة
وكم مضى من قبيل النقش في العصب؟
ولتغفري الذنب إن الذنـب لـي وطـنٌ
مذ كنـت بيـن النوايـا قلـب مغتـرب
وأوعدينـي إذا مـا صــار منقـلـبٌ
إليـكِ يومـاً ، تجيبينـي إلـى طلبـي